اسم الکتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم المؤلف : ابن عجيبة الجزء : 1 صفحة : 7
و أزهار رياض الزمان في طبقات الأعيان و
فهرسة أشياخه و رسالة جمع فيها أسئلة الشيخ العربي الدرقاوي. أ. ه. و قد ولد صاحب
الترجمة عام 1161 في قرية الخميس الواقعة بين طنجة و تطوان ببلاد المغرب. و ترجم
له الشيخ الحسن بن محمد الكوهن الفاسي صاحب طبقات الشاذلية فقال: الشريف الحسيب،
قطب دائرة الولاية الكبرى، و منبع أسرار أهل الحقيقة، شيخ الطريقتين، و عمدة
الفريقين، ولي اللّه الأكبر، و غوثه الأشهر، سيدنا و مولانا أحمد بن عجيبة الحسنى
الإدريسي الشاذلي الفاسي. كان رضي اللّه- تعالى- عنه من أهل التمكين، تلقى في
بدايته العلوم الشرعية، و كان يلبس الملابس الحسنة، و مال إلى طريق التصوف، فأخذ
أنوار الطريقة من أستاذه فرد هذه الطائفة سيدي محمد البوزيدي رضي اللّه- تعالى-
عنه، و لقنه العهود و الأوراد و الذكر، و قال له يا أحمد يا ولدي شروط الطريق
عندنا الصدق و المحبة. و قال رضي اللّه- تعالى- عنه: فقلت له: يا سيدي، نحب أن
تكتب لنا في ذلك كاغد. قال: فكتب لي بذلك، و لما خلوت بنفسي، نظرت إلى الكاغد، و
قرأت ما فيها ففتح علي في الحين، و صرت من أهل التحقيق و التمكين، و بلغ رضي اللّه
عنه و أرضاه مقامات العارفين بصدقه و حبه، فخلع ما كان عليه من الثياب لما فتحت له
الأبواب و ناداه منادي الأحباب: ما هذا الحال يا ابن عجيبة فأفيضت عليه الأنوار،
فارتدى مرقعة و إزارا، و علق سبحته و قرابه في عنقه كما هو شأن الأخيار، و صار يمر
في الأسواق معلقا قرابه في عنقه، لابسا لمرقعته و سبحته و هو يقول بأعلى صوته:
اللّه اللّه، إش هادي الغريبة؟ لو كان العلم يغني عن الحال، ما يعلق القراب ابن
عجيبة؟! و استمر على هذا الحال حتى نال ما نال و تكلم على أسرار أهل الكمال، فأبدى
علوما غريبة و أسرارا عجيبة، و أجمعت على ولايته أهل المغرب بأسرها، و تبركوا
بتقبيل يديه، و أقبلت الوفود عليه. و كان قدس اللّه- تعالى- سره نظره إكسيرا، إذا
أتاه أو التقى معه من يعرفه يرقيه فى
اسم الکتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم المؤلف : ابن عجيبة الجزء : 1 صفحة : 7