responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم المؤلف : ابن عجيبة    الجزء : 1  صفحة : 574

و أرفع قدره عند المحققين فأنشدوا:

و حاشاهم من قادح في طريقهم‌

و مطلوبهم أسنى المطالب كلها

حباهم بتأييد و عز و عصمة

فأكرم بأوصاف لهم ما أجلها

و اعلم أن العازم على الخير فاعل، و العازم على الوصول و اصل، و ليس على العبد إلا الاجتهاد، فإذا بذل مجهوده و أخلص مقصوده فهو و الواصل سواء. و كان شيخ شيخنا يقول: من مات و هو في الطريق أدركته الولاية بعد الموت على التحقيق انتهى. و قال تعالى: وَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولئِكَ مِنْكُمْ‌ [الأنفال: 75]. و في الحديث: «من مات في طريق الحج فهو حاج، و من مات في طريق الجهاد فهو مجاهد[1]» قال تعالى:

وَ مَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ‌ [النساء: 100]، و من مات في طريق اللّه فهو شهيد، و في الحديث «من مات و هو يطلب العلم» أي النافع «ليس بينه و بين النبوة إلا درجة واحدة، و من توجه لأمر و لم يدركه فكأنما أدركه‌[2]» و لا بد في مبادئ الأمور من الصبر و التحمل للمشاق، و قمع النفس عن الهوى و الراحة، و لذلك سمّي الجهاد جهادا، و القاصد يطلب الباب بعد أن كان يطلب سواء السبيل، فإذا وصل الباب أنتج له طلب الدخول، فإذا دخل أنتج له الوصول، فإذا وصل:

فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ‌ [السجدة: 17] و أنشدوا:

من فاته طلب الوصول و نيله‌

منه فقل له ما الذي هو يطلب‌


[1] - قال الحافظ: لم أجده بهذا اللفظ، و عند الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة: من خرج حاجا فمات كتب له أجر الحاج إلى يوم القيامة، و من خرج معتمرا كذلك و غازيا كذلك.

و أخرجه أبو يعلى و البيهقي في الشعب. و انظر: الدراية( 2/ 51).

[2] - رواه الدارمي( 1/ 112)، و الديلمي في الفردوس( 3/ 559)، و العقيلي في الضعفاء( 4/ 350). و انظر: كشف الخفاء( 2/ 318).

اسم الکتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم المؤلف : ابن عجيبة    الجزء : 1  صفحة : 574
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست