responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم المؤلف : ابن عجيبة    الجزء : 1  صفحة : 51

كما قال ابن الفارض:

ليس سؤلي من الجنان نعيما

غير أني أحبها لأراكا

و قال آخر:

كلهم يعبدون من خوف نار

و يرون النجاة حظّا جزيلا

أو بأن يسكنوا الجنان فيضحوا

في رياض و يشربوا السلسبيلا

ليس لي في الجنان و النار رأي‌

أنا لا أبتغي بحبي بديلا

قال الشيخ أبو طالب رضي اللّه تعالى عنه: الإخلاص عند المخلصين:

إخراج الخلق من معاملة الحق، و أول الخلق النفس، و الإخلاص عند المحبين: أن لا يعملوا عملا لأجل النفس و إلا دخل عليها مطالعة العوض أو الميل إلى حظ النفس. و الإخلاص عند الموحدين: خروج الخلق من النظر إليهم في الأفعال و عدم السكون و الاستراحة إليهم في الأحوال. و قال بعض المشايخ: صحح عملك بالإخلاص و صحح إخلاصك بالتبري من الحول و القوة انتهى كلامه.

و قال بعض العارفين: لا يتحقق الإخلاص حتى يسقط من عين الناس و يسقط الناس من عينه، و لذلك. قال آخر: كلما سقطت من عين الخلق عظمت في عين الحق، و كلما عظمت في عين الخلق سقطت من عين الحق يعني مع ملاحظتهم و مراقبتهم. و سمعت شيخنا يقول: ما دام العبد يراقب الناس و يهابهم لا يتحقق إخلاصه أبدا و قال أيضا: لا تجتمع مراقبة الحق مع مراقبة الخلق أبدا إذ محال أن تشهده و تشهد معه سواه انتهى.

و الحاصل: لا يمكن الخروج من النفس و التخلص من دقائق الرياء من غير شيخ أبدا و اللّه تعالى أعلم.

و لما كان الخمول من مضامن الإخلاص بل لا يتحقق في الغالب إلا به إذ لاحظ فيه للنفس ذكره بعده. فقال:

اسم الکتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم المؤلف : ابن عجيبة    الجزء : 1  صفحة : 51
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست