responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم المؤلف : ابن عجيبة    الجزء : 1  صفحة : 44

ألم تخبرنا أنا ندخل مكة فقال له: «أقلت لك هذا العام؟ فقال لا، فقال إنّك داخلها و مطوّف بها[1]»، فشد يدك يا أخي على تصديق ما وعدك اللّه به، و حسن ظنك به و بأوليائه و لا سيما شيخك، فإياك أن تضمر التكذيب أو الشك، فيكون ذلك قدحا في بصيرتك، و قد يكون سببا في طمسها، و يكون أيضا إخمادا أي إخفاء و إطفاء لنور سريرتك، فترجع من حيث جئت و تهدم كل ما بنيت، فانظر أحسن التأويلات و التمس أحسن المخارج. و قد تقدم قول شيخ شيوخنا سيدي علي رضي اللّه تعالى عنه: نحن إذا قلنا شيئا فخرج فرحنا مرة و إذا لم يخرج فرحنا عشر مرات و ما ذاك إلا لوسع نظره و تمكنه في معرفة ربه و أيضا قد يطلع اللّه أولياءه على نزول القضاء و لا يطلعهم على نزول اللطف فينزل ذلك القضاء مصحوبا باللطف فينزل خفيفا سهلا حتى يظن أنه لم ينزل و قد شهدنا هذا و ما قبله من أنفسنا و من أشياخنا رضي اللّه عنهم فلم ينقص صدقنا و لم يخمد نور سريرتنا فلله الحمد ربنا.

تنبيه: كان شيخنا الفقيه العلامة سيدي التاودي بن سودة يستشكل هذه الحكمة و يقول: كيف يتصور تعيين الزمان إن كان بالوحي فقد انقطع و إن كان بالإلهام فلا يلزم من الشك فيه القدح في البصيرة إذ لا يجب الإيمان به قلنا كلامنا مع المريدين الصديقين السائرين أو الواصلين و هم مطالبون بالتصديق للأشياخ في كل ما نطقوا به إذ هم ورثة الأنبياء فهم على قدمهم فللأنبياء وحي الأحكام و للأولياء وحي الإلهام لأن القلوب إذا صفت من الأكدار و الأغيار و ملئت بالأنوار و الأسرار لا يتجلى فيها إلا الحق فإذا نطقوا بشي‌ء من وعد أو وعيد يجب على المريد تصديقه فإذا دخله تشكيك أو تردد فيما وعده اللّه على لسان نبيه أو شيخه قدح ذلك في نور بصيرته و أخمد سريرته فإذا لم يعين زمنه انتظر وقوعه و إن طال و إن عين زمنه و لم يقع تأول فيه ما تقدم في حق الرسل‌


[1] - لم أجده.

اسم الکتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم المؤلف : ابن عجيبة    الجزء : 1  صفحة : 44
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست