responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم المؤلف : ابن عجيبة    الجزء : 1  صفحة : 35

لأبرّهم في قسمهم‌[1]». قال شيخنا: و للّه رجال إذا اهتموا بالشي‌ء كان بإذن اللّه و قال أيضا صلى اللّه عليه و آله و سلم: «اتّقوا فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور اللّه‌[2]»، خشي الشيخ أن يتوهم أحد أن الهمة تخرق سور القدر و تفعل ما لم يجر به القضاء و القدر فرفع ذلك بقوله:

3- سوابق الهمم لا تخرق أسوار الأقدار.

قلت: السوابق جمع سابقة و هي المتقدمة، و الهمم جمع همة و الهمة قوة انبعاث القلب في طلب الشي‌ء و الاهتمام به، فإن كان ذلك الأمر رفيعا كمعرفة اللّه و طلب رضاه سميت همة عالية و إن كان أمرا خسيسا كطلب الدنيا و حظوظها سمّيت همة دنيّة و سوابق الهمم من إضافة الموصوف إلى الصفة أي الهمم السوابق لا تخرق أسوار الأقدار أي إذا اهتم العارف أو المريد بشي‌ء و قويت همته بذلك فإن اللّه تعالى يكون ذلك بقدرته في ساعة واحدة حتى يكون أمره بأمر اللّه. و كان شيخ شيخنا مولاي العربي رضي اللّه تعالى عنه يقول: المريد الصادق إذا كان فانيا في الاسم مهما اهتم بالشي‌ء كان، و إن كان فانيا في الذات تكوّن الشي‌ء الذي يحتاجه قبل أن يهتم به، أو كلام هذا معناه و هو صحيح. و في بعض الأخبار يقول اللّه تعالى: «عبدي أنا اللّه الذي يقول للشي‌ء كن فيكون، فأطعني أجعلك تقول للشي‌ء كن فيكون»، و في الحديث الصحيح أيضا: «فإذا أحببته كنت له سمعا و بصرا ويدا و مؤيدا إن سألني أعطيته‌[3]» الحدي و مع ذلك لا ينفصل بذلك و لا يتكوّن إلا ما أحاط به قدر اللّه و قضاؤه؛ فهمة العارف تتوجه للشي‌ء فإن وجدت القضاء سبق به كان ذلك بإذن اللّه،


[1] - رواه ابن أبي الدنيا في الأولياء( ص 22)، و الديلمي في الفردوس( 5/ 409).

[2] - رواه الترمذي( 5/ 298)، و الطبراني في الكبير( 2/ 102)، و في الأوسط( 3/ 312)، و البيهقي في الزهد الكبير( 2/ 160).

[3] - رواه ابن أبي الدنيا في الأولياء( ص 9)، و أبو نعيم في الحلية( 8/ 319).

اسم الکتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم المؤلف : ابن عجيبة    الجزء : 1  صفحة : 35
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست