responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم المؤلف : ابن عجيبة    الجزء : 1  صفحة : 266

طوبى لمن أتى بها للعرض‌

و الويل للذي بها لم يقض‌

يا أيّها المريد إن أردت‌

وصال من بحبّه شغفت‌

فشدّ منك الكفّ يا وليىّ‌

على شريعة النّبي الأمّيّ‌

حصّل جميع ما له الشرع ارتضى‌

و كن لكلّ ما سواه رافضا

ترى الفؤاد صافيا و شارقا

و عن سوى المولى إلى المولى ارتقى‌

ثم قال:

فبالشّريعة الوصال للمنى‌

كالفوز بالبقاء من بعد الفنا

و من يظنّ الخير في سواها

فإنّه و الله ما دراها

قلت: و قد رأيت كثيرا من الفقراء قصروا من الشريعة، فخرجوا من الطريقة، و سلبوا نور الحقيقة، و رأيت آخرين طال أمدهم في صحبة القوم، و لم يظهر عليهم بهجة المحبين و لا سيما العارفين، و ما ذلك إلا لعدم التحفظ على مراسم الشريعة. و كان شيخنا اليزيدي رضي اللّه تعالى عنه يقول: كل من ترك الشريعة من غير جذب و لا عذر سلوكه كبيرة انتهى. قلت: و اللّه ما رأينا الخير إلا فيها، و ما ربحنا إلا منها، فاللّه يرزقنا الأدب معها إلى يوم الفصل و القضاء آمين. ثم ذكر ثمرة الورد و نتيجته و هو المدد الإلهي، إذ بقدر الاستعداد تحصل الأمداد، و لا استعداد لها إلا بدوام الأوراد، و تفرغ الفؤاد، فقال:

[ورود الأمداد بحسب الاستعداد].

قلت: المراد بالأمداد أنوار التوجه للسائرين، و أنوار المواجهة للواصلين، فهي تتوالى على قلوب العباد بحسب التأهب و الاستعداد، فبقدر المجاهدة تكون المشاهدة، و بقدر التخلية تكون التحلية. فائدة هذه الأمداد تطهير القلوب من الأغيار، و تقديس الأسرار من غبش الحس و الأكدار، و الوقوف مع الأنوار، فلا تزال أمطار المدد تنزل على أرض النفوس الطيبة، و القلوب المطهرة، و الأرواح المنورة، و الأسرار المقدسة، حتى تمتلئ بأنوار المعاني، فحينئذ تنشق لها

اسم الکتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم المؤلف : ابن عجيبة    الجزء : 1  صفحة : 266
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست