responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم المؤلف : ابن عجيبة    الجزء : 1  صفحة : 265

بالزندقة و الإلحاد و إسقاط الأعمال على حسب فهمه و هواه، قال صلى اللّه عليه و آله و سلم: «لا يؤمن أحدكم حتّى يكون هواه تابعا لما جئت به‌[1]»، و قال تعالى: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ‌ [آل عمران: 31].

فعليك بمتابعته صلى اللّه عليه و آله و سلم، و متابعة السلف الصالح في الأقوال و الأفعال و الأحوال تحز مقامهم و تكن معهم؛ فالمرء مع من أحب انتهى كلام النقشبندي، و هو حسن، لأن من أخذ الحقائق من الكتب لا ذوق عنده، و إنما يترامى على الحقيقة بالعلم، فيتبع الرخصس و يسقط في مهاوي الهوى. و أما من كان من أهل الأذواق فسره مكتوم، و أمره محزوم، عبادته أدب و شكر، و هو أحق بدوام الشكر، و كيف ينكر الواسطة، و لو لا الواسطة لذهب الموسوط. قال أبو الحسن الدراج رضي اللّه تعالى عنه: ذكر الجنيد أهل المعرفة باللّه و ما يراعونه من الأوراد و العبادات بعدما أتحفه اللّه به من الكرامات، فقال الجنيد رضي اللّه تعالى عنه: العبادة على العارفين أحسن من التيجان على رؤوس الملوك انتهى.

و قد رأى رجل الجنيد رضي اللّه تعالى عنه و في يده سبحة، فقال له: أنت مع شرفك تأخذ في يدك سبحة، فقال نعم سبب وصلنا إلى ما وصلنا فلا نتركه أبدا انتهى، فالشريعة باب و الحقيقة بيت الحضرة، قال تعالى: وَ أْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها [البقرة: 189]، ثم قال: فلا دخول للحقيقة إلا من باب الشريعة، و للّه در سيدي عبد اللّه الهبطي الزجلي رضي اللّه تعالى عنه حيث يقول في منظومته:

و ثالث الفصول في الشريعه‌

لأنّها إلى الهدى ذريعه‌

فكلّ باب دونها مسدود

و من أتى من غيرها مردود

قد اصطفاها ربّنا عز و جل‌

بفضله وجوده على الملل‌


[1] - رواه أبو نعيم في كتاب الأربعين، و ابن أبى عاصم فى السنة( 15)، و الخطيب فى تاريخ بغداد( 4/ 369)، و رواه النووى فى الأربعين و قال حديث صحيح حسن رويناه فى كتاب الحجة بإسناد صحيح. ا ه. و ضعفه آخرون.

اسم الکتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم المؤلف : ابن عجيبة    الجزء : 1  صفحة : 265
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست