responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم المؤلف : ابن عجيبة    الجزء : 1  صفحة : 120

فظاهره: أن عامة المسلمين عميت بصيرتهم، و التحقيق هو ما تقدم من التفصيل و أنها مسدودة فقط مع صحة ناظرها بخلاف بصيرة الكفار، فإنها عمياء. و حق البصيرة يشهدك وجود الحق وحده لا وجودك لأنك مفقود من أصلك و لا عدمك، إذ لا يعدم إلا ما ثبت له وجود، و لم يكن مع اللّه موجود.

37- كان اللّه و لا شي‌ء معه و هو الآن على ما عليه كان.[1].

و هو الآن على ما عليه كان و هذه الزيادة، و إن لم تكن في الحديث لكن معناها صحيح إذ التغير عليه تعالى محال.

قال محيى الدين بن محمد بن علي بن العربي الحاتمي رضي اللّه تعالى عنه: من شهد الخلق لا فعل لهم فقد فاز، و من شهدهم لا حياة لهم فقد جاز، و من شهدهم عين العدم فقد وصل انتهى.

قلت: و من شهدهم بعين العدم فقد تمكن وصاله و أنشدوا:

من أبصر الخلق كالسّراب‌

فقد ترقّى عن الحجاب‌

إلى وجود تراه رتقا

بلا ابتعاد و لا اقتراب‌

فلا خطاب به إليه‌

و لا مشير إلى الخطاب‌

و اللّه تعالى أعلم.

ثم إذا تقرر انفراد الحق بالوجود، فلا تتعد همتك إلى غيره، إذ هو مفقود.

و إلى ذلك أشار بقوله في أول الباب الرابع و قال رضي اللّه تعالى عنه:


[1] - رواه الترمذي في النوادر( 4/ 104)، و العجلوني في كشف الخفاء( 2/ 171).

اسم الکتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم المؤلف : ابن عجيبة    الجزء : 1  صفحة : 120
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست