اسم الکتاب : اللطائف الالهية فى شرح مختارات من الحكم العطايية المؤلف : الكيالي، عاصم إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 88
التي هي المخلوقات تدل بجواهرها و أعراضها و
كلياتها و جزئياتها و أنواعها و أجناسها و بديع صنعها على وجود أسماء اللّه تعالى.
فمثلا أسماؤه تعالى العليم و المريد و القادر المتعلقة بإيجاد
المخلوقات، تدل على ثبوت صفة العلم و الإرادة و القدرة للّه تعالى، فالعلم يتعلق
بالآثار تعلق انكشاف، و الإرادة تتعلق بها تعلق تخصيص على وفق ما كشفه العلم، و القدرة
تتعلق بها تعلق إيجاد من العدم على وفق ما خصصته الإرادة، و هذه الصفات المتقدمة
الذكر تدل على بقية صفات المعاني من الحياة و السمع و البصر و الكلام، و صفات
المعاني هذه تدل على ثبوت الصفات المعنوية و هي: كونه تعالى حيا سميعا بصيرا
متكلما عليما مريدا قادرا، و هي بمجموعها تدل على بقية الصفات الكمالية العشرين
الواجبة للّه تعالى و هي: الوجود و القدم و البقاء و القيام بالنفس و المخالفة
للحوادث و الوحدانية. و هذه الصفات تدل على ذات اللّه تعالى لأن الصفة لا تقوم
بنفسها إنما هي قائمة بموصوفها و الموصوف بها هو اللّه تعالى.
و بهذا الإيجاز يتضح لك أيها المسلم كيفية دلالة الآثار الكونية على
وجود اللّه تعالى المسمى بالأسماء الحسنى و المتصف بالصفات العلى.
أما شرح الحكمة في شطرها الثاني فسأورد ما ذكره الشيخ ابن عباد
النفري الرندي في شرحه لها لوضوحه و اختصاره و نصه:
«فأرباب الجذب يكشف لهم عن كمال ذاته، ثم يردهم إلى شهود صفاته، ثم
يرجعهم إلى التعلق بأسمائه، ثم يردهم إلى شهود آثاره.
و السالكون على عكس هذا.
نهاية السالكين بداية المجذوبين.
و بداية السالكين نهاية المجذوبين.
لكن لا بمعنى واحد، فربما التقيا في الطريق هذا في ترقيه، و هذا في
تدليه.
عباد اللّه المخصوصون بالقرب منه، و الوصول إليه ينقسمون إلى قسمين:
سالكين و مجذوبين.
فشأن السالكين الاستدلال بالأشياء عليه، و هم الذين يقولون ما رأينا
شيئا إلا و رأينا اللّه بعده.
اسم الکتاب : اللطائف الالهية فى شرح مختارات من الحكم العطايية المؤلف : الكيالي، عاصم إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 88