وَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ[2].
و هو سيدهم فهو سيد العالم أجمع، و مالك الملك. و قد بيّنا فيما سبق
أن أخذ العهد من الأنبياء في القدم دليل واضح أنه الملك. لأن العهد لا يوجد إلّا
على الآتباع، و الخدم للمتبوع المالك صلّى اللّه عليه و سلم.
* و أمّا اسمه: ذو الجلال و الإكرام.
فإنه صلّى اللّه عليه و سلم كان متحققا بهذا الاسم، و لجلالة قدره
(لم يسعه نبي مرسل و لا ملك مقرب) كما حكي عن نفسه في قوله:
فإن قلبت: كيف يصح أن النبي المقرب يسع الحق تعالى لقوله:
«و وسعني قلب عبدي المؤمن» و لم يسع رسول اللّه؟
قلنا: اعلم أن وسع الملك المقرب و النبي المرسل للحق تعالي، إنما هو
علي مقدارهم لا علي قدره تعالي، و وسع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم على قدر
اللّه فلهذا عجزوا عن وسع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم هذا هو مقام الجلال و
الإكرام. إنه يسع الأشياء و لا يسعه شيء.
* و أمّا اسمه:
المقسط
. فإنه صلّى اللّه عليه و سلم كان متحققا بهذا الاسم، و موصوفا بهذه
الصفة. لأنه العدل الحق الذي، فرق اللّه به بين الحق و الباطل. و الدليل على ذلك
قوله تعالى: