. فإنه صلّى اللّه عليه و سلم كان متحققا بهذا الاسم، موصوفا بهذه
الصفة، لأنه الذى أعطى المراتب الوجودية حقها من نفسه، فكان مسمى كل اسم على حسب
ما يقتضيه ذلك الشئ فى نفسه. فهو متحقق بحقائق الموجودات متصور بصورها.
و لهذا كان صلّى اللّه عليه و سلم يتنزل فى أوقات التنزلات حتى ورد
ما ورد عنه فى حديث التغير، و أمثال ذلك كثير فى شمائله على ما كان عليه من
الجلالة، حتى أن أصحابه كانوا يقولون فى وصف أحوالهم عنده: كأن على رؤوسنا الطير.