responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنبيه المغترين المؤلف : الشعراني، عبد الوهاب    الجزء : 1  صفحة : 58

[قالَ لِفَتاهُ آتِنا غَداءَنا][1]، و إن اللّه لم يبعث نبيا إلا و هو شاب.

و في الزبور ما بلغ أحد سبعين سنة إلا اشتكى من غير علة، و كان محمد بن حسان يقول: لا تطلب من نفسك العمل في هذه السنة مثل عملها في السنة التي قبلها، لأن الإنسان كل يوم في نقص، و قد قيل لشيخ كيف حالك؟ فقال: صار يسبقني من هو معي و يدركني من هو خلفي و صرت أنسى كل شي‌ء سمعته من الخير، و صرت إذا قمت دنت مني الأرض و إذا قعدت تباعدت و صرت أبصر الواحد اثنين، و اسود مني ما كنت أحب أن يبيض، و ابيض مني ما كنت أحب أنه يسود و اشتد مني ما كنت أحب أنه يلين، و لان مني ما كنت أحب أنه يشتد انتهى.

فتأمل يا أخي ما ذكرته لك و استغنم شبابك و رقع مشيبك بكثرة الاستغفار، فلعلك تجبر ما انصدع من دينك، و الحمد للّه رب العالمين.

حسن الأدب‌

(و من أخلاقهم رضي اللّه تعالى عنهم): حسن أدبهم مع الصغير فضلا عن الكبير و مع البعيد فضلا عن القريب و مع الجاهل فضلا عن العالم، و قد قال تعالى لموسى و هارون: [فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّناً][2]، مع أن فرعون كان من أفسق الكفار، و أجمعوا على أن علو الدرجات إنما يكون بزيادة الأدب، و الأصل في الأدب شهود النقص في أنفسهم و الكمال في غيرهم عكس من كان قليل الأدب.

و قد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يكره للرجل أن يحد النظر إلى أخيه، و كان ميمون بن مهران إذا دعي إلى وليمة جلس مع الصبيان و المساكين من الرجال و ترك الأغنياء، و كان سعيد بن عامر يقول من وصف إنسانا بما ليس فيه لعنته الملائكة، فقال له رجل يوما و هو لا يعرفه يا أصلع، فقال له يا أخي إن كنت لغنيا عن لعن الملائكة لك، و كان علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه يقول أعلم الناس باللّه أشدهم تعظيما لأهل لا إله إلا اللّه.

و كان بكر بن عبد اللّه المزني يقول: إذا رأيت من هو أكبر منك فعظمه و قل إنه سبقني إلى الإسلام و العمل الصالح، و إذا رأيت من هو أصغر منك فعظمه و قل في نفسك إني‌


[1] -سورة الكهف: الآية 62.

[2] -سورة طه: الآية 44.

اسم الکتاب : تنبيه المغترين المؤلف : الشعراني، عبد الوهاب    الجزء : 1  صفحة : 58
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست