responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنبيه المغترين المؤلف : الشعراني، عبد الوهاب    الجزء : 1  صفحة : 51

و كان وهب بن منبه يقول دخل داود 7 غارا من أغوار بيت المقدس، فإذا فيه سرير عليه رجل ميت و عند رأسه لوح مكتوب فيه أنا فلان الملك، ملكت الدنيا ألف عام و تزوجت ألف بكر و بنيت ألف مدينة و هزمت ألف جيش و هذا مصرعي فاعتبروا بي يا أهل الدنيا، و كان الفضيل بن عياض يقول كما أراد عدو الإنسان أن يضره فيصرفه اللّه عنه و لا يشعر، ثم يقرأ قوله تعالى: [إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ‌][1]

و كان أنس بن مالك يقول: لا تذهب الأيام و الليالي حتى يكون سماع الشعر أحب إلى الناس من سماع القرآن، و كان يحيى بن معاذ يقول: عجبت من أقوام يعيبون على الصالحين المباح، و لم يعيبوا على أنفسهم الذنوب القباح، فترى أحدهم يقع في الغيبة و النميمة و الحسد و الحقد و الغل و الكبر و العجب و لا يستغفر من ذلك ثم ينكر على الصالحين لبس أحدهم الثوب المباح أو أكل الحلاوة أو السكر المباح، و كان أبو حمزة البغدادي يقول لا تنظروا لشكر العامة في العلماء إذا ماتوا، و كان انظروا إلى شكر الزهاد و العباد لهم.

و قال صالح المري يوما من أدمن قرع الباب يوشك أن يفتح له، فقالت امرأة و هل أغلق بابه تعالى قط، فقال صالح: امرأة عقلت و شيخ جهل، و كان عيسى عليه الصلاة و السلام يقول: لا يسب النبي و الصالح إلا أهل مدينته أو جيرانه لأنه ينصحهم فيكرهونه و يسبونه، و كان يحيى بن معاذ يقول: إذا رأيت العالم في مكان من الأماكن التي تزري به فلا تعجل باللوم عليه فربما كان أحذر منك في حضوره و أقل لوما منك على لومك.

(قلت) و سيأتي في هذا الكتاب أن من الصالحين من لا يفارق مواضع المعاصي يشفع في أهلها و يحوطهم من أن ينزل عليهم بلاء، و لا ينبغي المبادرة بالإنكار عليه إلا بعد الفحص عن حاله و اللّه أعلم. (و كان) يحيى بن معاذ يقول: إذا صادفت النفس مالا فقد صادف الذئب غنما في البرية، و كان أبو الدرداء يقول: لا تجعلوا عبادته تعالى بلاء عليكم، فقيل كيف ذلك؟ قال: يوقف أحدكم على نفسه العمل ثم لا يفي به، و كان عيسى عليه الصلاة و السلام يقول: كل كلام اللّه يرجع معناه إلى أن الآخرة خير من الأولى و لا ينبغي لأحد أن يشك في ذلك، قال: و كان حاتم الأصم يقول: من أحب الدرهم لذاته فقد أحبه للآخرة.

فاعلم ذلك يا أخي، و قل اللهم لا تجعلنا عبرة لغيرنا و بصرنا بعيوبنا، و الحمد للّه رب العالمين.


[1] -سورة المائدة: الآية 11.

اسم الکتاب : تنبيه المغترين المؤلف : الشعراني، عبد الوهاب    الجزء : 1  صفحة : 51
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست