و أمناء خونة، و كان ميمون بن مهران رحمه
اللّه تعالى يقول: إن الرجل ليلعن نفسه في الصلاة و لا يشعر، فقيل له: و كيف ذلك،
قال: يقرأ ألا لعنة اللّه على الظالمين و هو قد ظلم نفسه بالمعاصي و ظلم الناس
بأخذ أموالهم و الوقوع في أعراضهم، و كان الحسن البصري رحمه اللّه تعالى يقول:
إياكم أن تكونوا أوصياء فإن الوصي قد لا يقدر على العدل في وصيته و لو بالغ في
التحرز، و كان مالك بن دينار رحمه اللّه تعالى يقول: أمين الخائن خائن، و أمين
العشار عشار.
و كان يحيى بن معاذ رحمه اللّه تعالى يقول: إياك أن تكون وصيا فإن
الوصي يريد أن يستصلح بك المال و يفسد عليك دينك فكن على دين نفسك أحرص منك على
حفظ ماله، و كان أبو يوسف صاحب أبي حنيفة رضي اللّه عنهما يقول: الدخول في الوصية
أول مرة غلط، و المرة الثانية خيانة و لا كلام.
و قد رأى كعب الأحبار رضي اللّه عنه رجلا يظلم الناس في يوم الجمعة
فقال له: أما تخشى من ظلم الناس في يوم تقوم فيه القيامة و فيه خلق أبوك آدم عليه
الصلاة و السلام، و كان عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه يقول: من أعان ظالما على
ظلمه أو لقنه حجة يدحض بها حق امرئ مسلم فقد باء بغضب من اللّه، و كان الفضيل بن
عياض رضي اللّه عنهما يقول: بلغنا أن اللّه تعالى إذا أراد أن يتحف عبده سلط عليه
من يظلمه انتهى.
و في الحديث [من دعا على ظالم فقد انتصر] و كان يحيى بن معاذ رحمه
اللّه تعالى يقول: لو ظلمني أحد و لم أكافئه كان أحب إلي، و كان أمير المؤمنين علي
رضي اللّه تعالى عنه يقول: ما ظلم أحد أحدا و لا أساء أحد أحدا حقيقة، لأن اللّه
تعالى قال من عمل صالحا فلنفسه و من أساء فعليها، و كان أحمد بن حرب رحمه اللّه
تعالى يقول: يخرج من الدنيا أقوام أغنياء من كثرة الحسنات فيأتون يوم القيامة
مفاليس من أجل تبعات الناس، و كان سفيان الثوري رحمه اللّه تعالى يقول: لأن تلقى
اللّه تعالى بسبعين ذنبا فيما بينك و بينه أهون عليك من أن تلقاه بذنب واحد فيما
بينك و بين العباد انتهى.
فتأمل يا أخي في خوف السلف و اقتد بهم في ذلك فإنك على شفير الهلاك و
من خاف سلم، و الحمد للّه رب العالمين.