responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنبيه المغترين المؤلف : الشعراني، عبد الوهاب    الجزء : 1  صفحة : 216

و قد كان أنس بن مالك رضي اللّه عنه يقول: رأيت درجة في سلم غرفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم تتحرك فأردت أن أبنيها بقطعة طين فنهاني صلى اللّه عليه و سلم و قال: [ما لي و للدنيا] و في رواية [إني بعثت بخراب الدنيا و لم أبعث بعمارتها] ا ه، و قد بنى أبو الدرداء رضي اللّه عنه كنيفا فبلغ ذلك عمر بن الخطاب و كان في خلافته رضي اللّه عنه فكتب إليه يقول: من عمر إلى عويمر سلام عليك، أما بعد، ثكلتك أمك أما كان لك حاجة إلا أن تجدد عمارة الدنيا بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حكمت عليك أن لا تضع كتابي من يدك حتى تهدمه، قال: فهدمه لوقته، و قد كان وهب بن منبه رحمه اللّه تعالى يقول: من استغنى بأموال الفقراء أفقرته و من سخر الفقراء في بناء داره أعقبه ذلك الخراب، و من استغنى بأموال الفقراء أخذها على اسمهم و اختص بها.

و كان سفيان الثوري رحمه اللّه تعالى يقول: ما وقع لي أن أنفقت درهما في بناء قط، قال: و مالت حائط في دار مطرف بن عبد اللّه فقالوا له: ألا تصلحها يوما؟ فقال: إن رب المنزل لا يدعنا نقيم فيه حتى نعمره، و قد كان خص نوح صلى اللّه عليه و سلم من خوص النخل فقيل له: لو بنيت لك بيتا، فقال: هذا كثير على من يموت، و كان الفضيل بن عياض رحمه اللّه تعالى يقول: ما زخرف قوم البناء إلا أوشك أن يرجموا من السماء.

و كان ثابت البناني رحمه اللّه تعالى يقول: قد أوحى اللّه تعالى إلى نبي من الأنبياء عليهم الصلاة و السلام أن عمر أمتك ثلاثمائة عام، قال: فأخبرهم نبيهم بذلك فقالوا: إن عمرنا لقصير ثم خرجوا من دورهم و ضربوا الأخبية في البرية و أقبلوا على عبادة ربهم عز و جل فلم يتناسلوا و لم يتوالدوا حتى ماتوا على آخرهم.

و قد دخل حامد اللفاف رحمه اللّه تعالى على امرأة يوما فوجدها تطين كانونا لها و تزلقه فقال لها: ما هذا؟ فاعتذرت إليه و قالت: إن ذلك أبقى للكانون حتى لا يقع القدر من فوقه فيذهب الطعام على الأرض، فقال لها: إن اللّه مطلع على باطنك، و كان إبراهيم بن أدهم رحمه اللّه تعالى يقول: كان لأبي دار واسعة ورثها من أبيه و كان يسكن في البيت منها فإذا خرب تحول إلى غيره حتى مات في آخر بيت منها و لم يعمر منها شيئا، و كان عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه يقول: سيأتي على الناس زمان يرفعون الطين و يضيعون الدين و يسمنون البراذين و يصلون إلى قبلتكم و يموتون على غير ملتكم.

و كان أبو سلمة بن عبد الرحمن رحمه اللّه تعالى يقول: كل شي‌ء دخله زهو و مباهاة من مركب و ملبس و مطعم و مسكن فهو سرف و معصية، و كان أبو الدرداء رضي اللّه عنه‌

اسم الکتاب : تنبيه المغترين المؤلف : الشعراني، عبد الوهاب    الجزء : 1  صفحة : 216
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست