responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنبيه المغترين المؤلف : الشعراني، عبد الوهاب    الجزء : 1  صفحة : 214

رحمه اللّه تعالى يقول: نظرت في قيام الليل فإذا الحارس يحرس الليلة كلها بدانقين أفيطلب أحدكم الجنة بسهر ليلة واحدة بعبادة لعلها لا تساوي دانقين و ربما منّ بها على ربه.

و قد كان الفضيل بن عياض رحمه اللّه تعالى يقول: السلامة من الرياء و النفاق في العلماء و القراء أعز من الكبريت الأحمر لأن أحدهم لا يقدر على سماع قول الناس ما أعلم فلانا أو ما أحسن صوته بالقرآن إلا و يحصل عنده العجب بذلك، و إن قالوا ليس هو بعالم و لا حسن الصوت شق عليه و كاد يموت غما و ذلك من أكبر علامات الرياء ثم يشرع في تحسين حاله رياء و سمعة.

و كان السري السقطي رحمه اللّه تعالى يقول: كل من ظن بنفسه أنه محسن فهو ممن زين له سوء عمله و من لم يظن أنه هالك فهو هالك، و قد قال رجل لعبد اللّه بن المبارك رحمه اللّه تعالى يا إمام إني لا أرى نفسي أحسن حالا ممن قتل بين يدي نفسا ظلما، فقال له عبد اللّه: إن أمنك على نفسك لشر ممن قتل نفسا ظلما، و كان بشر الحافي رحمه اللّه تعالى يقول: إذا رأيت العبد لجوجا مماريا بالعلم معجبا بنفسه فاعلم أنه قد استكمل الخسارة، و كان أبو سليمان الداراني رحمه اللّه تعالى يقول: من أعجب بعمله فهو قدري لأنه لو رأى العمل خلقا للّه تعالى لم يعجب به.

(قلت) و ذلك في العمل الحسن أما العمل السي‌ء فلا يجوز له تعزية نفسه عنده بل الواجب عليه أن يتوب منه و يندم و يستغفر منه و اللّه أعلم، و قد كان لعطاء السلمي رحمه اللّه تعالى مخنثون يخدمونه في بيته و يوضئونه فقيل له: ألم تستقذر هؤلاء أن يكونوا في بيتك، فقال: و اللّه أنهم عندي أطهر من نفسي و أقل ذنوبا و أقل رياء و نفاقا فكيف أستقذرهم، و قد كان أبان بن عياش رحمه اللّه تعالى يقول: لا يكره العمل بالرخص إلا معجب بنفسه أو صاحب هوى، أي لأن الرخص لا يحمد أحد فاعلها فلا يحصل عنده عجب.

و قد كان أبو بكر الصديق رضي اللّه عنه يخاف من العجب كل الخوف، و كانوا إذا أثنوا عليه خيرا يقول: اللهم اجعلني خيرا مما يقولون و اغفر لي ما لا يعلمون، و كان عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه إذا أثنوا عليه خيرا يقول: اللهم أني أعوذ بك من شر ما يقولون و أسألك أن تغفر لي ما لا يعلمون، و قد قال رجل لعائشة رضي اللّه عنها يا أم المؤمنين متى يعلم الرجل أنه من المحسنين؟ فقالت: إذا علم أنه من المسيئين، فقال الرجل: و متى يعلم أنه من المسيئين؟ قالت:

إذا رأى نفسه من المحسنين، قال: و حضر بكر بن عبد اللّه المزني و مطرف بن عبد اللّه رحمهما

اسم الکتاب : تنبيه المغترين المؤلف : الشعراني، عبد الوهاب    الجزء : 1  صفحة : 214
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست