responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنبيه المغترين المؤلف : الشعراني، عبد الوهاب    الجزء : 1  صفحة : 162

و قد سمعت شيخنا سيدي عليا الخواص رحمه اللّه تعالى يقول: من أخلص عمله للّه تعالى جعل اللّه عز و جل قلوب المؤمنين تخلص في محبته، و أما من لبس في دينه أطلع اللّه تعالى بعض أصفيائه على باطنه فلا يخلص له قلب أحد منهم في محبته انتهى.

و في الحديث [إن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب‌] ا ه، و إذا فنيت حسنات العبد ذهبت سيادته لأنه يصير إما صاحب سيئات أو أمره موقوف لا حسنات و لا سيئات، و من المعلوم أن السيادة و التعظيم إنما يكونان لمن فاق الناس في الأعمال و الأخلاق الصالحة، و كان الأحنف بن قيس رحمه اللّه تعالى يقول: لا راحة لحسود و لا سيادة لسيئ الخلق، و كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه يقول: ما ثم صاحب نعمة إلا و له عليها حساد.

و كان فرقد السنجي رحمه اللّه تعالى يقول: دواء ترك الحسد هو الزهد في الدنيا و أما من رغب في الدنيا فالحسد من لازمه شاء أو أبى ا ه، و كان سفيان الثوري رحمه اللّه تعالى يقول: من شأن الحسود عدم الفهم فمن أراد جودة الفهم فلا يحسد أحدا و إني لأترك في بعض الأوقات لبس الثوب الجديد مخافة أن يهيج الحسد عند جيراني أو غيرهم، و كان يحيى بن معاذ رحمه اللّه تعالى يقول: المحسود على ما عنده من النعمة خير ممن ليس عنده نعمة يحسد عليها فيشكر اللّه تعالى على نعمته و يعذر الحسود، و قد كان وهب بن منبه رحمه اللّه تعالى يقول: اتقوا الحسد فإنه أول ذنب عصى اللّه تعالى به في السماء، و أول ذنب عصى اللّه تعالى به في الأرض.

و كان ميمون بن مهران رحمه اللّه تعالى يقول: إن أردت أن تسلم من شر من يحسدك فعم عليه أمورك، و كان مسعر بن كدام رحمه اللّه تعالى يقول: ما آثر القوم النصيحة لإخوانهم إلا لوفور شفقتهم عليهم، و قد صارت النصيحة اليوم كالعداوة و ما نصحت أحدا إلا و صار يفتش في عيوبي و ينسى العمل بنصحي، و كان محمد بن سيرين رحمه اللّه تعالى يقول: ما حسد قط أحدا على دين و لا دنيا و ذلك من أكبر نعم اللّه سبحانه و تعالى عليّ، و قد كان أيوب السختياني رحمه اللّه تعالى من أنصح الناس لإخوانه شفقة على دينهم أن ينقص، و كان يقول إني لأرحم هؤلاء العصاة الغافلين عن ربهم عز و جل، و كان إذا نزل بالمسلمين هم أو بلاء يمرض لذلك و يصير يعاد كما تعاد المرضى فإذا ارتفع ذلك الهم يبرأ من وقته.

اسم الکتاب : تنبيه المغترين المؤلف : الشعراني، عبد الوهاب    الجزء : 1  صفحة : 162
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست