responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الطريق الى الله تعالي من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى المؤلف : غراب، محمود محمود    الجزء : 1  صفحة : 94

فهو أتم في الحضور بالذكر، و أقرب فتحا للوقوف على ما تدل عليه، و لهذه الأسماء- أعني المضمرات- خواص في الفعل، و لم أر أحدا يعرف منها من أهل اللّه إلا لفظة هو، فإذا قلت «هو» كان هو- و إن لم يكن هو عند قولك هو- و لكن يكون هو عند قولك هو، و كذلك ما بقي من أسماء الإضمار، فاعلم ذلك، فإنه من أسرار المعرفة باللّه، و لا يشعر به و لا نبّه أحد عليه من أهل اللّه، غيرة و بخلا أو خوفا، لما يتعلق به من الخطر، لما يظهر فيه من تكوين عند لفظة «هو» من العبد، إذ كان اللّه يقولها على لسان عبده، و على هذا تأخذ جميع أسماء الضمائر و الاشارات و الكنايات، و لكن الطهارة و الحضور و الأدب و العلم بهذه الأمور لا بد منه، حتى تعرف من تذكر، و كيف تذكر، و من يذكر، و بمن تذكر، و اللّه خير الذاكرين له و لك. (ف ح 2/ 301)

الذكر بالضمير «هو»

اعلم أن الحروف لها خواص هي عليها، أعطتها لها المخارج، فهي في النفس مجموعة، إذ هو يجمعها، و في أعيان الحروف و الكلمات مفترقة، فإذا جرى النفس من أول الحروف إلى غايتها، فإنه يفعل كل حرف يتأخر وجوده- لتأخر مخرجه عند انقطاع النفس- ما يفعله كل حرف في مخرج تقدّمه، فهو يحوي على قوة كل حرف عند هذا المخرج، فنقل معه مرتبة كل حرف، فظهرت في قوة الحرف المتأخر، و آخر الحروف الواو، ففي الواو قوة جميع الحروف، كما أن الهاء أقل في العمل من جميع الحروف، فإن لها البدء، فكلمة «هو» جمعت جميع قوى الحروف في عالم الكلمات، فلهذا كانت الهوية أعظم الأشياء فعلا. (ف ح 2/ 395)

ف «هو» أرفع الأذكار عند البعض كأبي حامد، و منهم من يرى «أنت» أتم، و هو الذي ارتضاه الكتاني، مثل قوله: يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت، و منهم من يرى «أنا» أتم و هو أبو يزيد، و لكن ال «هو» عند الطائفة أتم الأذكار و أرفعها و أعظمها، و هو ذكر خواص الخواص، و ليس بعد ذكر أتم منه، فيكون ال «هو» في إعطائه أعظم من اعطاء اسم من الأسماء الإلهية، حتى من الاسم اللّه، فإن الاسم اللّه دلالة على الرتبة، و الهوية دلالة على العين، لا تدل على أمر آخر غير الذات، و لهذا يرجع إليها محلول لفظة «اللّه»، فإنك تزيل الألف و اللامين- على الطريقة المعروفة عند أهل اللّه- فيبقى ه، فإن جعلته‌

اسم الکتاب : الطريق الى الله تعالي من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى المؤلف : غراب، محمود محمود    الجزء : 1  صفحة : 94
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست