responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الطريق الى الله تعالي من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى المؤلف : غراب، محمود محمود    الجزء : 1  صفحة : 90

تثبت للّه و انتفت عن غير اللّه تعالى، و الذي انتفت عنه الألوهية، ما انتفت عنه بنفي ناف، بل نفيها لذاتها، و ثبوتها سجية، و الذي ثبتت له الألوهية، ما ثبتت له بإثبات مثبت، بل إثباتها لذاتها، فلا يفتح للذاكر في شهودها سوى العلم بها، و ليس معلوم العلم إلا النسب، و النسب أمر عدمي، و الحكم للنسب، و المنسوب، و المنسوب إليه، النسب هي الألوهية، و المنسوب هي الذات، و المنسوب إليه هو المألوه، و بالجميع يكون الأثر و الحكم، و مهما أفردت واحدا من هذه الثلاثة دون الباقي لم يكن له أثر، و لا صح حكم، فلهذا كان الإيجاد بالفردية لا بالأحدية.

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، و أفضل ما قلته أنا و النبيون قبلي «لا إله إلا اللّه».

لا ثناء أكمل من الثناء بالأحدية، فإن فيها عدم المشاركة، فالتوحيد أفضل الثناء و هو «لا إله إلا اللّه» فهي كلمة جمعت بين النفي و الإثبات، و لا يعرف ما تحوي عليه هذه الكلمة إلا من عرف وزنها و ما تزن، فهي كلمة التوحيد، و التوحيد لا يماثله شي‌ء فما ثمّ ما يزنه، و ما ثمّ مماثل و لا معادل، فذلك هو المانع الذي منع «لا إله إلا اللّه» أن تدخل الميزان.

ثم اعلم أن اللّه ما وضع في العموم إلا أفضل الأشياء، و أعمها منفعة، و أثقلها وزنا، لأنه يوازن بها أضدادا كثيرة، فلا بد أن يكون في ذلك الموضوع في العامة من القوة ما يقابل به كل ضد، و هذا لا يتفطن له كل عارف من أهل اللّه، إلا الأنبياء الذين شرعوا للناس ما شرعوا، و لا شك أنه قال صلّى اللّه عليه و سلّم «أفضل ما قلته أنا و النبيون من قبلي: لا إله إلا اللّه»، و قد قال ما أشارت إلى فضله من ادعى الخصوص من الذكر بكلمة «اللّه اللّه» و «هو هو» و لا شك أنه من جملة الأقوال التي «لا إله إلا اللّه» أفضل منها عند العلماء باللّه، فعليك يا ولي بالذكر الثابت في العموم، فإنه الذكر الأقوى، و له النور الأضوى، و المكانة الزلفى، و لا يشعر بذلك إلا من لزمه و عمل به حتى أحكمه، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: قال موسى: «يا رب علمني شيئا أذكرك به و أدعك به، قال: يا موسى قل:

لا إله إلا اللّه، قال موسى: يا رب كل عبادك يقول هذا، قال: قل «لا إله إلا اللّه» قال: لا إله إلا أنت، إنما أريد شيئا تخصني به، قال: يا موسى لو أن السموات السبع‌

اسم الکتاب : الطريق الى الله تعالي من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى المؤلف : غراب، محمود محمود    الجزء : 1  صفحة : 90
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست