responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الطريق الى الله تعالي من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى المؤلف : غراب، محمود محمود    الجزء : 1  صفحة : 89

تحميد، ما لم يقف على حال يرد عليه من الحق سبحانه و تعالى فيقيده، فهو مع كل وارد بحسب ذلك الوارد، من غير تعلق بمعية، فمعيته مع الوارد معية الحق تعالى مع عباده حيثما كانوا، لعلمه تعالى أنهم لا يكونون إلا بحسب أسمائه الحاكمة عليهم، و المتصرفة فيهم، فهو تعالى مع أسمائه لا معهم، لكن ما وقع الإخبار إلا أن اللّه تعالى معهم أينما كانوا، كذلك الواردات لا تتعين للعبد إلا بحسب استعداده الذي أعطاه ذكره، و ذكره من فعله، فهو في معية مع الواردات مع نفسه، كما ذكرنا في معية الحق على السواء.

فالحمد للّه هو الثناء على اللّه، و هو على قسمين: ثناء عليه بما هو عليه، كالتسبيح و التكبير و التهليل، و ثناء عليه بما يكون منه، و هو الشكر على ما أسبغ من الآلاء و النعم، و لا نحمده تعالى إلا بما أعلمنا أن نحمده به، فحمده عندنا مبناه على التوقيف، ففي السراء يقال «الحمد للّه المنعم المفضل» و في الضراء يقال «الحمد للّه على كل حال» و لا بد من باعث على الحمد، و ذلك الباعث هو الذي قيده، و إن لم يتقيد لفظا مثل قوله «الحمد للّه».

قال صلّى اللّه عليه و سلّم «الحمد للّه تملأ الميزان» لأن كل ما في الميزان هو ثناء على اللّه، و حمد للّه، فما ملأ الميزان إلا الحمد، فالتسبيح حمد، و كذلك التهليل و التكبير و التمجيد و التعظيم و التوقير و التعزيز، و أمثال ذلك كله حمد، «فالحمد للّه» هو العام الذي لا أعم منه، و كل ذكر فهو جزء منه، كالأعضاء للإنسان، و الحمد كالإنسان بجملته، و كفة ميزان كل أحد بقدر عمله من غير زيادة و لا نقصان، و كل ذكر و عمل يدخل الميزان إلا «لا إله إلا اللّه» فيبقى من ملئه تحميدة فتجعل فيمتلى‌ء بها.

كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول في السراء: «الحمد للّه المنعم المفضل» و يقول في الضراء «الحمد للّه على كل حال» فإنك إذا أشعرت قلبك ذكر اللّه دائما على كل حال، لا بد أن يستنير قلبك بنور الذكر، فيرزقك ذلك النور الكشف، فإنه بالنور يقع الكشف للأشياء، و إذا جاء الكشف جاء الحياء يصحبه.

(كتاب المسائل- ف ح 4/ 97، 96- ح 1/ 315- ح 4/ 287، 446)

التهليل قول «لا إله إلا اللّه»

اعلم أن الألوهية مرتبة لا تكون إلا لواحد، و هو اللّه سبحانه و تعالى، و هي التي‌

اسم الکتاب : الطريق الى الله تعالي من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى المؤلف : غراب، محمود محمود    الجزء : 1  صفحة : 89
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست