responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الطريق الى الله تعالي من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى المؤلف : غراب، محمود محمود    الجزء : 1  صفحة : 75

يا من أراد منازل الأبدال‌

من غير قصد منه للأعمال‌

لا تطمعن بها فلست من أهلها

إن لم تزاحمهم على الأحوال‌

و اصمت بقلبك و اعتزل عن كل من‌

يدنيك من غير الحبيب الوالي‌

فإذا سهرت و جعت نلت مقامهم‌

و صحبتهم في الحال و الترحال‌

بيت الولاية قسّمت أركانه‌

ساداتنا فيه من الأبدال‌

ما بين صمت و اعتزال دائم‌

و الجوع و السهر النزيه العالي‌[1]

و اللّه يوفقنا و إياكم لاستعمال هذه الأركان، و ينزلنا و إياكم منازل الإحسان، إنه هو الولي المنان، و الحمد للّه وحده و صلى اللّه على سيدنا محمد و آله و صحبه و سلم.

مخالفة النفس‌

اعلم أيدك اللّه أن مخالفة النفس هو الموت الأحمر، و هو حال شاق عليها، و هي المخالفة نفسها، فالمخالف عين المخالف، و هذا من أعجب الأمور، أعني وجود المشقة، نعم لو كان المخالف نفسا أخرى لم يكن التعجب من حصول المشقة في ذلك، و اعلم أنه لا تخالف النفس إلا في ثلاثة مواطن، في المباح و المكروه و المحظور لا غير، و أما إذا وقعت لها لذة في طاعة مخصوصة و عمل مقرب فهناك علة خفية، يخالفها بطاعة أخرى و عمل مقرب، فإن استوى عندها جميع التصرفات في فنون الطاعات سلمنا لها تلك اللذة، بتلك الطاعة الخاصة، و إن وجدت في العمل المقرب الآخر الذي هو خلاف هذا العمل، فالعدول إلى الشاق واجب، لأنها إن اعتادت المساعدة في مثل هذا، أثرت في المساعدة في المحظور و المكروه و المباح، فالوجود و الفتح مقرونان بمخالفة النفس، في كل شي‌ء ينبغي أن تخالف فيه، و مخالفتها عين مساعدتها، فإنها بها تخالفها، فانتقلت منها إليها، فما زلت عنها. (ف ح 2/ 194، 195)

الخصال الخمسة الباطنة

و أما الخمسة الباطنة فإنه حدثتني المرأة الصالحة- مريم بنت محمد بن عبدون بن عبد الرحمن البجائي- قالت: رأيت في منامي شخصا كان يتعاهدني في وقائعي، و ما رأيت له‌


[1] - الأربعة الأبيات 1، 2، 5، 6 ذكرت بالفتوحات المكية الجزء الثاني ص 182.

اسم الکتاب : الطريق الى الله تعالي من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى المؤلف : غراب، محمود محمود    الجزء : 1  صفحة : 75
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست