responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الطريق الى الله تعالي من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى المؤلف : غراب، محمود محمود    الجزء : 1  صفحة : 205

غيره، و اجتمعت مع شيخ يدعى فيهم شيخ الشيوخ بأربيل، هكذا قال لي بنفسه، و رأيته يعطي النصف من نفسه للمتكلم معه رضي اللّه عنه، فزعم أنه ليس للّه في الغرب من يعرف الطريق إلى اللّه و لا يتعرفه، فأراد وليك أن لا يشافهه بخطاب و لا يتعرض إليه، ثم رأيت ذلك قاصمة الظهر، و قارعة الدهر، فأبدينا له بسيرا مما وهبك اللّه من الأسرار، ثم أعقبناه ببعض أحوال سيدنا أبي مدين خلاصة الأبرار، فبقي مبهوتا بما سمع و قال: ما تخيلت أن يكون مثل هذا في بلاد المغرب، ثم ألقى عليه بعض أصحابنا مسألة من الحقائق الإلهية المتوجهة على إيجاد جهنم، فو اللّه ما زاد على أن قال: لا أدري شيئا، و أنصف من نفسه و اعترف بنقصه، و هدأت شقاشقه، و طفئت بوارقه، فقلت له: هذا حالك معي و أنا أنقص حظا، و أحقر قدرا من أن أذكر فيهم، أو أنسب إليهم، فكيف بك لو لا حظت الكبراء و السادة النبلاء؟ الكائنين بالمغرب الغرباء؟ فسلم و استسلم، و حمدت اللّه على ما ألهم و علم.

و نراه رضي اللّه عنه يقول في موطن آخر:

المسخ في القلوب اليوم كثير، و كان في بني إسرائيل ظاهرا حين جعلهم اللّه قردة و خنازير، و المدّعون الذين يفترون على اللّه الكذب في زماننا منهم كثير، و إرداف النعم مع المخالفة موجود اليوم كثير في المنتمين إلى طريق اللّه، و عاينت من الممكور بهم خلقا كثيرا لا يحصي عددهم إلا اللّه، و هو أمر عام، و أما إبقاء الحال مع سوء الأدب فهو في أصحاب الهمم، و هم قليلون، على أنّا رأينا منهم جماعة بالمغرب و بهذه البلاد، و هم أنهم يسيئون الأدب مع الحق بالخروج عن مراسمه مع بقاء الحالة المؤثرة في العالم عليهم، مكرا من اللّه، فيتخيلون أنهم لو لم يكونوا على حق في ذلك لتغير عليهم الحال، نعوذ باللّه من مكره الخفي، و أصحاب الدعاوي في هذه الطريقة كالمنافقين في المسلمين، فإنهم شاركوهم في الصورة الظاهرة و بانوا بالبواطن.

(روح القدس- ف ح 2/ 553، 302، 530، 602)

اسم الکتاب : الطريق الى الله تعالي من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى المؤلف : غراب، محمود محمود    الجزء : 1  صفحة : 205
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست