responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الطريق الى الله تعالي من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى المؤلف : غراب، محمود محمود    الجزء : 1  صفحة : 103

كتاب التدبيرات الإلهية في اصلاح المملكة الإنسانية[1]

الوصية للمريد

اعلم أيها المريد نجاة نفسك، أنه أول ما يجب عليك قبل كل شي‌ء، طلب أستاذ يبصرك عيوب نفسك، و يخرجك من طاعة نفسك، و لو رحلت في طلبه إلى أقصى الأماكن، و أنا أوصيك إن شاء اللّه ما تفعله- في مدة طلبك الشيخ- حتى تجده، فإذا وجدته فانقد إليه، و اصدق في خدمته، فالحاضر أبصر من الغائب، فكن بين يديه كالميت بين يدي الغاسل، و لا يخطر لك عليه خاطر اعتراض، و لو عاينته قد خالف الشريعة، فإن الإنسان ليس بمعصوم، و لا تكتم عنه كل ما يقع لك في نفسك، من محمود و مذموم، في كل ما كان، و لا تقعد في مكانه، و لا تلبس ثوبه، و لا تجلس بين يديه، إلا و أنت مستوفز، جلوس العبد بين يدي سيده، و إذا أمرك بفعل شي‌ء فتثبت فيه، حتى تعرف ما أمرك به، و لا تبادر و أنت غير عارف بما أمرك به فلا تأتي بشي‌ء، و لا تسأله عن سبب ما أمرك به، و إذا وصفت له حالا من أحوالك- في رؤيا أو غيرها- فلا تسأله عن شرحها، و إذا كلمته في أمر فلا تطلب منه الجواب عليه، و لا تحتمل فيه قول قائل، و إذا عرفت له عدوا فاهجره في اللّه، و لا تجالسه و لا تعاشره، و إذا رأيت من يحبه و يثني عليه فأحبه، واقض حوائجه، و إن طلق شيخك امرأة فلا تتزوجها، و إياك أن تدخل بيت خلوة الشيخ، و لا تبيت معه في بيته أو حيث يبيت، و لتنم قريبا منه بحيث لا تراه و إذا دعاك‌


[1] - كتاب التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية، ألفه الشيخ قدس اللّه سره في أربعة أيام بمدينة مورور بالأندلس إجابة لطلب الشيخ الصالح أبي محمد المروري، و ذكر هذا الكتاب في الفتوحات المكية خمس مرات، و في كتاب مواقع النجوم، و في كتاب عنقاء مغرب، و في إجازة الشيخ الأكبر إلى الملك المظفر، و هو مطبوع« بليدن» بألمانيا عام 1919، و أقدم نسخة تحمل تاريخ 723 ه.

اسم الکتاب : الطريق الى الله تعالي من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى المؤلف : غراب، محمود محمود    الجزء : 1  صفحة : 103
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست