responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الزهد المؤلف : الحسيني الشيرازي، السيد محمد    الجزء : 1  صفحة : 28

18: لماذا حديث الزهد؟

وهناك جواب آخر عن السؤال المتقدم‌[1] ..

وهو أنه: كيف لا نتوجه إلى الموت وما بعده فنزهد في الدنيا؟

فإنّ الحياة قصيرة جداً، والآخرة لا أمد لها ولا انقطاع، أفلا يحق للإنسان أن يوجّه وجهته إلى هناك ويقضي الدنيا- التي هي لهو ولعب- كيفما انقضت ولا يكترث بها؟.

قال عزّ وجل: (يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا، وهم عن الآخرة هم غافلون‌)[2].

فالدنيا مثلًا (خمسون سنة) أو أكثر بقليل، بينما موقف الحساب فقط مقداره خمسون ألف سنة كما في الآية الكريمة:

(تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة)[3].

أرأيت كيف يحرم طالب المدرسة نفسه من الراحة واللذّة طيلة عشرين سنة تقريباً، للمستقبل الذي لا يتجاوز أكثر من ثلاثين سنة في الغالب، وأي مستقبل هو؟ مستقبل فيه بعض الراحة فقط.

ألا يجدر بمن عرف الآخرة الطويلة الأمد أن يشتغل خمسين سنة لأجل تحصيلها؟.


[1] - وهو: لماذا الكلام عن الزهد والموت وما أشبه بل اللازم الكلام عن الحياة، انظر الفقرة 15:( شبهة يثيرها البعض).

[2] - سورة الروم: 7.

[3] - سورة المعارج: 4..

اسم الکتاب : الزهد المؤلف : الحسيني الشيرازي، السيد محمد    الجزء : 1  صفحة : 28
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست