responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرسالة القشيرية المؤلف : القشيري، عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 550

فصل‌

و أعلم أن من حق المريد إذا اتفق وقوعه فى جمع إيثار الكل بالكل‌[1]، فيقدم الجائع و الشبعان على نفسه، و يتلمذ لكل من أظهر عليه التشيخ، و إن كان هو أعلم منه، و لا يصل إلى ذلك إلا بتبريه عن حوله و قوته، و توصله إلى ذلك بطول‌[2] الحق و منته.

فصل‌

و أما آداب المريد فى السماع؛ فالمريد لا تسلم له الحركة فى السماع بالاختيار البتة؛ فإن ورد عليه وارد حركة و لم يكن فيه فضل قوة فبمقدار الغلبة يعذر، فإذا زالت الغلبة يجب عليه القعود و السكون، فإن استدام الحركة مستحليا للوجد من غير غلبة و ضرورة لم يصح‌[3]، فإن تعود ذلك يبقى متخلفا لا يكاشف بشئ من الحقائق، فغاية أحواله حينئذ أن يطيب قلبه.

و فى الجملة إن الحركة تأخذ من كل متحرك و تنقص من حاله، مريدا كان أو شيخا، إلا أن تكون ببشارة من الوقت، أو غلبة تأخذه عن التمييز.

فان كان مريدا أشار عليه الشيخ بالحركة فتحرك على إشارته‌[4] فلا بأس إذا كان الشيخ ممن له حكم على أمثاله.

و أما إذا أشار عليه الفقراء بالمساعدة فى الحركة فيساعدهم فى القيام، و فى أداء مالا يجد منه بدا مما يراعى عن‌[5] الاستيحاش لقلوبهم‌[6].

ثم إن صدقه فى حاله يمنع قلوب الفقراء من سؤالهم عند المساعدة معهم.

و أما طرح الخرقة فحق المريد أن لا يرجع فى شئ خرج منه البتة، اللهم إلا أن يشير عليه شيخ بالرجوع فيه، فيأخذه على نية العارية بقلبه، ثم يخرج عنه بعده من غير أن يستوحش قلب ذلك الشيخ.


[1] - إى إيثار جميع الناس بكل ما معه.

[2] - بفضل اللّه.

[3] - أى لم يصح سماعه.

[4] - أى لأجلها.

[5] - عن بمعنى فى.

[6] - أى فى طرق البعد عنهم.

اسم الکتاب : الرسالة القشيرية المؤلف : القشيري، عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 550
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست