responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرسالة القشيرية المؤلف : القشيري، عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 485

باب كرامات الأولياء

قال الأستاذ أبو القاسم: ظهور الكرامات على الأولياء جائز.

و الدليل على جوازه أنه أمر مرهوم حدوثه فى العقل لا يؤدى حصوله إلى رفع أصل من الأصول، فواجب وصفه، سبحانه، بالقدرة على إيجاده، و إذا وجب كونه مقدورا للّه، سبحانه، فلا شئ يمنع جواز حصوله.

و ظهور الكرامات علامة صدق من ظهرت عليه فى أحواله، فمن لم يكن صادقا فظهور مثلها عليه لا يجوز. و الذى يدل عليه أن تعريف القديم سبحانه إيانا[1]، حتى نفرق بين من كان صادقا فى أحواله، و بين من هو مبطل من طريق الاستدلال أمر موهوم، و لا يكون ذلك إلا باختصاص الولى بما لا يوجد مع المفترى فى دعواه، و ذلك الأمر هو الكرامة التى أشرنا إليها.

و لا بد أن تكون هذه الكرامة فعلا ناقضا للعادة فى أيام التكليف، ظاهرا على موصوف بالولاية فى معنى تصديقه فى حاله.

و تكلم الناس فى الفرق بين الكرامات و بين المعجزات من أهل الحق؛ فكان الإمام أبو إسحاق الإسفرايينى، رحمه اللّه، يقول:

المعجزات دلالات صدق الأنبياء، و دليل النبوة لا يوجد مع غير النبى، كما أن العقل المحكم لما كان دليلا للعالم فى كونه عالما لم يوجد ممن لا يكون عالما.

و كان يقول: الأولياء لهم كرامات شبه إجابة الدعاء، فأما جنس ما هو معجزة للأنبياء فلا.

و أما الإمام أبو بكر بن فورك، رحمه اللّه، فكان يقول: المعجزات: دلالات الصدق‌[2]، ثم إن ادعى صاحبها النبوة فالمعجزات تدل على صدقه فى مقالته، و إن أشار صاحبها إلى الولاية دلت المعجزة على صدقه فى حلته، فتسمى «كرامة» و لا تسمى «معجزة» و إن كانت من جنس المعجزات للفرق.


[1] - أى إعلامنا بالكرامة.

[2] - أى للأنبياء.

اسم الکتاب : الرسالة القشيرية المؤلف : القشيري، عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 485
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست