responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرسالة القشيرية المؤلف : القشيري، عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 467

فأجابهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

«اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة، فأكرم الأنصار و المهاجرة»[1].

و ليس هذا اللفظ منه، صلى اللّه عليه و سلم، على وزن الشعر، لكنه قريب منه.

و قد سمع السلف و الأكابر الأبيات بالألحان؛ فمن قال بإباحته من السلف:

مالك بن أنس: و أهل الحجاز كلهم يبيحون الغناء، و أما «الحداء»[2] فاجماع منهم على إجازته.

و قد وردت الأخبار و استفاضت الآثار فى ذلك، و روى عن ابن جريج أنه كان يرخص فى السماع، فقيل له: إذا أتى بك يوم القيامة، و يؤتى بحسناتك و سيآتك، ففى أى الجانبين سماعك؟ فقال: لا فى الحسنات و لا فى السيآت. يعنى أنه من المباحات.

و أما الشافعى، رحمه اللّه، فإنه لا يحرمه، و يجعله فى العوام مكروها، حتى لو احترف بالغناء أو اتصف على الدوام بسماعه على وجه التلهى ترد به الشهادة و يجعله مما يسقط المروءة و لا يلحقه بالمحرمات.

و ليس كلامنا فى هذا النوع من السماع؛ فإن هذه الطائفة جلت رتبتهم عن أن يستمعوا بلهو، أو يقعدوا للسماع بسهو، أو يكونوا بقلوبهم مفكرين فى مضمون لغو، أو يستمعوا على صفة غير كف‌ء.

و قد روى عن ابن عمر آثار فى إباحة السماع، و كذلك عن عبد اللّه بن جعفر ابن أبى طالب، و كذلك عن عمر رضى اللّه عنهم أجمعين، فى الحداء و غيره.

و أنشد بين يدى النبى صلى اللّه عليه و سلم الأشعار فلم ينه عنها، و روى أنه صلى اللّه عليه و سلم استنشد[3] الأشعار.

و من المشهور الظاهر أنه دخل بيت عائشة رضى اللّه عنها، و فيه جاريتان تغنيان، فلم ينههما.

أخبرنا الشيخ أبو عبد الرحمن السلمى قال: أخبرنا محمد بن جعفر بن محمد


[1] - حديث صحيح متفق عليه.

[2] - الحداء: بضم الحاء و كسرها: هو الغناء للإبل حتى نسرع فى السير.

[3] - استنشد: طلب أن تنشد و تقال.

اسم الکتاب : الرسالة القشيرية المؤلف : القشيري، عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 467
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست