responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرسالة القشيرية المؤلف : القشيري، عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 44

سرى: فكسوته، ففرح به معروف، و قال: بغض اللّه إليك الدنيا، و أراحك مما أنت فيه.

فقمت من الحانوت و ليس شئ أبغض إلى من الدنيا.

و كل ما أنا فيه من بركات معروف.

سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلمى، رحمه اللّه، يقول: سمعت أبا بكر الرازى يقول: سمعت أبا عمر الأنماطى يقول: سمعت الجنيد يقول:

ما رأيت أعبد من السرى: أتت عليه ثمان و تسعون سنة ما رئى مضطجعا إلا فى علة الموت.

و يحكى عن السرى أنه قال:

التصوف: اسم لثلاث معان‌[1]:

و هو الذى لا يطفئ نور معرفته نور ورعه‌[2].

و لا يتكلم بباطن فى علم ينقضه عليه ظاهر الكتاب أو السنة.

و لا تحمله الكرامات على هتك أستار محارم اللّه.

مات السرى سنة. سبع و خمسين و مائتين.

سمعت الأستاذ أبا على الدقاق يحكى عن الجنيد، رحمه اللّه، أنه قال:

سألنى السرى يوما عن المحبة، فقلت: قال قوم: هى الموافقة، و قال قوم: الإيثار، و قال قوم: كذا .. و كذا ..، فآخذ السرى جلدة ذراعه، و مدها، فلم تمتد، ثم قال:

و عزته تعالى، لو قلت: إن هذه الجلدة يبست على هذا العظم من محبته لصدقت.

ثم غشى عليه، فدار وجهه كأنه قمر مشرق، و كان السرى به أدمة[3].


[1] - أى و من قامت به هذه المعانى فهو الصوفى.

[2] - يقول العروسى: و المعنى أن نور المعرفة الذى من جملته علم و يقين لا يطفى نور الورع المفيد للاجتهاد و بذل الوسع فى الطاعة و العمل فلا يجوز ترك العمل و الاعتماد على ما سبق به القضاء.

[3] - سمرة.

اسم الکتاب : الرسالة القشيرية المؤلف : القشيري، عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 44
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست