و لا يتكلم بباطن فى علم ينقضه عليه ظاهر الكتاب أو السنة.
و لا تحمله الكرامات على هتك أستار محارم اللّه.
مات السرى سنة. سبع و خمسين و مائتين.
سمعت الأستاذ أبا على الدقاق يحكى عن الجنيد، رحمه اللّه، أنه قال:
سألنى السرى يوما عن المحبة، فقلت: قال قوم: هى الموافقة، و قال قوم:
الإيثار، و قال قوم: كذا .. و كذا ..، فآخذ السرى جلدة ذراعه، و مدها، فلم تمتد،
ثم قال:
و عزته تعالى، لو قلت: إن هذه الجلدة يبست على هذا العظم من محبته
لصدقت.
ثم غشى عليه، فدار وجهه كأنه قمر مشرق، و كان السرى به أدمة[3].
[2] - يقول العروسى: و المعنى أن نور المعرفة الذى من
جملته علم و يقين لا يطفى نور الورع المفيد للاجتهاد و بذل الوسع فى الطاعة و
العمل فلا يجوز ترك العمل و الاعتماد على ما سبق به القضاء.