يقول: أخبرنى محمد بن الفضل قال: سمعت على بن عبد الرحيم الواسطى يقول:
سمعت رويم بن أحمد البغدادى يقول: التصوف مبنى على ثلاث خصال:
التمسك بالفقر و الافتقار إلى اللّه، و التحقق بالبذل و الإيثار، و ترك التعرض و الاختيار.
و قال معروف الكرخى: التصوف: الأخذ بالحقائق[1]، و اليأس مما فى أيدى الخلائق.
قال حمدون القصار: اصحب الصوفية؛ فان للقبيح عندهم وجوها من المعاذير.
و سئل الخراز عن أهل التصوف فقال: قوم أعطوا حتى بسطوا[2]، و منعوا حتى فقدوا[3]، ثم نودوا من أسرار قريبة ألا فابكوا علينا[4].
و قال الجنيد: التصوف: عنوة لا صلح فيها.
و قال أيضا: هم أهل بيت واحد، لا يدخل فيهم غيرهم.
و قال أيضا: التصوف: ذكر مع اجتماع، و وجد مع استماع، و عمل مع اتباع.
و قال أيضا: الصوفى كالأرض، يطرح عليها كل قبيح، و لا يخرج منها إلا كل مليح.
و قال أيضا: إنه كالأرض؛ يطؤها البر و الفاجر، و كالسحاب يظل كل شئ و كالقطر يسقى كل شئ.
و قال: إذا رأيت الصوفى يعنى بظاهره، فاعلم أن باطنه خراب.
و قال سهل بن عبد اللّه: الصوفى: من يرى دمه هدرا، و ملكه مباحا.
و قال النورى: نعت الصوفى السكون عند العدم، و الإيثار عند الوجود.
و قال الكتانى: التصوف خلق، فمن زاد عليك فى الخلق فقد زاد عليك فى الصفاء.
و قال أبو على الروذبارى التصوف: الإناخة على باب الحبيب و إن طرد عنه.
[1] - أى التمسك بها و العمل على مقتضاها.
[2] - أى فرحوا و انشرحت صدورهم.
[3] - قال العروسى: أى منعوا عن الالتفات إلى غير اللّه حتى فنوا عن أنفسهم فلم يلتفتوا إليها.
[4] - أى أشير إليهم فى سرائرهم أن يقولوا لغيرهم: ابكوا علينا لعدم وصولنا إلى مقصودنا.