اسم الکتاب : الرسالة القشيرية المؤلف : القشيري، عبد الكريم الجزء : 1 صفحة : 357
سمعت الشيخ أبا حاتم السجستانى يقول: سمعت
أبا نصر السراج الطوسى يقول: سمعت الوجيهى يقول: قال الجريرى: قدمت من مكة، حرسها
اللّه تعالى، فبدأت بالجنيد، لكيلا يتعنى إلى، فسلمت عليه، ثم مضيت إلى المنزل
فلما صليت الصبح فى المسجد إذا أنا به خلفى فى الصف، فقلت: إنما جئتك أمس لئلا
تتعنى، فقال: ذاك فضلك، و هذا حقك.
و سئل أبو حفص عن الخلق، فقال: هو ما اختار اللّه- عز و جل- لنبيه
صلى اللّه عليه و سلم فى قوله تعالى: خُذِ الْعَفْوَ وَ
أْمُرْ بِالْعُرْفِ ..»[1] الآية.
و قيل: الخلق: أن تكون من الناس قريبا، و فيما بينهم غريبا.
و قيل: الخلق قبول ما يرد عليك من جفاء الخلق، و قضاء الحق بلا ضجر و
لا قلق.
و قيل: كان أبو ذر على حوض يسقى إبلا له، فأسرع بعض الناس إليه،
فانكسر الحوض، فجلس، ثم اضطجع، فقيل له فى ذلك فقال: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه
و سلم أمرنا إذا غضب الرجل أن يجلس فان ذهب عنه. و إلا فليضطجع.
و قيل: مكتوب فى الإنجيل: عبدى .. اذكرنى حين تغضب أذكرك حين أغضب.
و قالت امرأة لمالك بن دينار: يا مرائى .. فقال: يا هذه؛ وجدت اسمى
الذى أضله أهل البصرة.
و قال لقمان لابنه: لا تعرف ثلاثة إلا عند ثلاثة: الحليم عند الغضب و
الشجاع عند الحرب، و الأخ عند الحاجة إليه.
و قال موسى، 7: إلهى، أسألك أن لا يقال ما ليس فى؛ فأوحى
اللّه سبحانه إليه: ما فعلت ذلك لنفسى، فكيف أفعله لك؟
و قيل ليحيى بن زياد الحارثى، و كان له غلام سوء: لم تمسك هذا
الغلام؟
فقال: لأتعلم عليه الحلم.
و قيل فى قوله تعالى: «وَ أَسْبَغَ
عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَ باطِنَةً):[2]
الظاهرة: تسوية الخلق، و الباطنة: تصفية الحلق.