responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرسالة القشيرية المؤلف : القشيري، عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 352

السلام، فقلت فى نفسى: مسلم يدخل عليه و يسلم عليه فلا يرد سلامه؟ فقال أبو عثمان: مثل هذا يحج و يدع أمه لا يبرها؟.

قال: فرجعت إلى «فرغانة» و لزمتها حتى ماتت. ثم قصدت أبا عثمان، فلما دخلت استقبلنى، و أجلسنى، ثم إن الفرغانى لازمه و سأله سياسة دابته‌[1]، فولاه ذلك حتى مات أبو عثمان.

و قال خير النساج:

كنت جالسا فى بيتى، فوقع لى: أن الجنيد بالباب، فنفيت عن قلبى، فوقع لى ثانيا، و ثالثا، فخرجت فاذا بالجنيد، فقال: لم لم تخرج مع الخاطر الأول؟.

و قال محمد بن الحسين البسطامى:

دخلت على أبى عثمان المغربى، فقلت فى نفسى: لعله يتشهى‌[2] على شيئا؟ فقال أبو عثمان: لا يكفى الناس أن آخذ منهم حتى يريدوا مسألتى إياهم.

و قال بعض الفقراء:

كنت ببغداد، فوقع لى: أن المرتعش يأتينى بخمسة عشر درهما؛ لأشترى بها الركوة[3]، و الحبل، و النعل، و أدخل البادية:

قال: فدق على الباب، ففتح ت، فاذا أنا بالمرتعش معه خريقة، فقال:

خذها. فقلت: يا سيدى، لا أريدها .. فقال: فلم تؤذينا؟. كم أردت؟ فقلت:

خمسة عشر درهما. فقال: هى خمسة عشر درهما.

و قال بعضهم فى قوله تعالى: «أَ وَ مَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ»[4] أى: ميت الذهن فأحياه اللّه تعالى بنور الفراسة، و جعل له نور التجلى و المشاهدة، لا يكون كمن يمشى بين أهل الغفلة غافلا.

و قيل: إذا صحت الفراسة ارتقى صاحبها إلى المشاهدة.

سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلمى يقول: سمعت محمد بن الحسين البغدادى يقول: سمعت جعفر بن محمد بن نصير يقول: سمعت أبا العباس بن مسروق يقول:

قدم علينا شيخ، فكان يتكلم علينا فى هذا الشأن‌[5] بكلام حسن، و كان عذب اللسان، جيد الخاطر، فقال لنا فى بعض كلامه: كل ما وقع لكم فى خاطركم‌


[1] - أى خدمتها.

[2] - و فى نسخة: يشتهى أى يسألنى قضاء شئ.

[3] - الركوة: الدلو الصغيرة.

[4] - آية 122 من سورة الأنعام.

[5] - أى فى الصوفية.

اسم الکتاب : الرسالة القشيرية المؤلف : القشيري، عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 352
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست