أخبرنا أبو الحسين الأهوازى، قال: أخبرنا أحمد بن عبيد البصرى قال:
حدثنا اسماعيل بن الفضل قال: حدثنا يحيى بن مخلد، قال: حدثنا معا فى
بن عمران، عن الحارث بن شهاب، عن معبد، عن أبى قلابة، عن ابن مسعود قال: إن النبى
صلى اللّه عليه و سلم قال: ثلاث هن أصل كل خطيئة فاتقوهن و احذروهن:
إياكم و الكبر؛ فان إبليس حمله الكبر على أن لا يسجد لآدم.
و إياكم و الحرص؛ فان آدم حمله الحرص على أن أكل من الشجرة.
و إياكم و الحسد؛ فان ابنى آدم إنما قتل أحدهما صاحبه حسدا»[2].
و قال بعضهم: الحاسد جاحد؛ لأنه لا يرضى بقضاء الواحد.
و قيل: الحسود لا يسود.
و قيل فى قوله تعالى: «قُلْ إِنَّما حَرَّمَ
رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَ ما بَطَنَ»،[3]
قيل ما بطن: الحسد. و فى بعض الكتب: الحاسد عدو نعمتى.
و قيل: أثر الحسد يتبين فيك قبل أن يتبين فى عدوك.
و قال الأصمعى: رأيت أعرابيا أتى عليه مائة و عشرون سنة، فقلت له: ما
أطول عمرك ...
فقال: تركت الحسد فبقيت.
و قال ابن المبارك: الحمد للّه الذى لم يجعل فى قلب أميرى ما جعله فى
قلب حاسدى.