سمعت أبا عبد اللّه أحمد بن يحيى الجلاء يقول: دخل أبو تراب النخشبى، من بادية البصرة مكة- حرسها اللّه تعالى- فسألناه عن أكله، فقال: خرجت من البصرة.

و أكلت بنباج‌[1] .. ثم يذات عرق .. و من ذات عرق إليكم. فقطع البادية بأكلتين.

و سمعته يقول: حدثنا على بن النحاس المصرى قال: حدثنا هارون بن محمد الدقاق قال: حدثنا أبو عبد الرحمن بن الدرقش قال: حدثنا أحمد بن أبى الحورى قال: سمعت عبد العزيز بن عمير يقول: تجوّع صنف من الطير أربعين صباحا، ثم طاروا فى الهواء، فرجعوا بعد أيام، فكان يفوح منهم رائحة المسك.

و كان سهل بن عبد اللّه إذا جاع قوى، و إذا أكل شيئا ضعف.

و قال أبو عثمان المغربى: الربانى لا يأكل فى أربعين يوما، و الصمدانى فى ثمانين يوما.

و سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلمى، رحمه اللّه يقول: سمعت محمد بن العلوى يقول: سمعت على بن إبراهيم القاضى بدمشق، يقول سمعت محمد بن على ابن خلف يقول: سمعت أحمد بن أبى الحوارى يقول: سمعت أبا سليمان الدارانى يقول: مفتاح الدنيا الشبع، و مفتاح الآخرة الجوع.

سمعت محمد بن عبد اللّه بن عبيد اللّه يقول: سمعت على بن الحسين الأرجانى يقول: سمعت أبا محمد الإصطخرى يقول: سمعت سهل بن عبد اللّه، و قيل له:

الرجل يأكل فى اليوم أكلة، فقال أكل الصديقين. قال: فأكلتين. قال: أكل المؤمنين. قال: فثلاثة: قال: قل لأهلك يبنون لك معلفا.

و سمعته يقول: حدثنا عبد العزيز بن الفضل قال: حدثنا أبو بكر السائح قال:

سمعت يحيى بن معاذ يقول: الجوع نور، و الشبع نار، و الشهوة مثل الحطب يتولد منه الاحتراق، و لا تطفأ ناره حتى يحرق صاحبه.

سمعت أبا حاتم السجستانى يقول: سمعت أبا نصر السراج الطوسى يقول:

دخل يوما رجل من الصوفية على شيخ، فقدم إليه طعاما .. ثم قال له: منذ كم يوم لم تأكل؟

[1] - قرية بالبادية.