responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرسالة القشيرية المؤلف : القشيري، عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 143

رأيتك مرة. فمن أنت؟

فقلت: المستغاث باللّه!! صحبتك مدة ... و خرجت عن مسكنى و مالى بسببك، و تقطعت فى المفازة بك. و الساعة تقول رأيتك مرة!!

و أما الحضور:

فقد يكون حاضرا بالحق؛ لأنه إذا غاب عن الخلق حضر بالحق، على معنى أنه يكون كأنه حاضر، و ذلك لاستيلاء ذكر الحق على قلبه، فهو حاضر بقلبه بين يدى ربه تعالى؛ فعلى حسب غيبته عن الحق يكون حضوره بالحق، فان غاب بالكلية مكان الحضور على حسب الغيبة.

فاذا قيل: فلان حاضر، فمعناه أنه حاضر بقلبه لربه، غير غافل عنه، و لا ساه، ستديم لذكره. ثم يكون مكاشفا فى حضوره على حسب رتبته بمعان يخصه الحق سبحانه و تعالى بها.

و قد يقال لرجوع العبد إلى إحساسه بأحوال نفسه، و أحوال الخلق: إنه حضر أى رجع عن غيبته، فهذا يكون حضورا بخلق، و الأول حضورا بحق.

و قد تختلف أحوالهم فى الغيبة، فمنهم من لا تمتد غيبته، و منهم من تدوم غيبته.

و قد حكى أن ذا النون المصرى بعث إنسانا من أصحابه إلى أبى يزيد، لينقل إليه صفة أبى يزيد ... فلما جاء الرجل إلى بسطام. سأل عن دار أبى يزيد. فدخل عليه فقال له أبو يزيد: ما تريد؟

فقال: أريد أبا يزيد.

فقال: من أبو يزيد؟ و أين أبو يزيد؟ أنا فى طلب أبى يزيد.

فخرج الرجل، و قال: هذا مجنون.

و رجع الرجل إلى ذى النون. فأخبره بما شهده. فبكى ذو النون و قال:

أخى أبو يزيد ذهب فى الذاهبن إلى اللّه.

اسم الکتاب : الرسالة القشيرية المؤلف : القشيري، عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 143
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست