responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرسالة القشيرية المؤلف : القشيري، عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 127

ثم تتفاوت نعوتهم فى القبض و البسط على حسب تفاوتهم فى أحوالهم:

فمن وارد بموجب قبضا، و لكن يبقى مساغ للأشياء الأخر، لأنه غير مستوف و من مقبوض لا مساغ لغير وارده فيه، لأنه مأخوذ عنه بالكلية بوارده.

كما قال بعضهم: أنا ردم‌[1]، أى: لا مساغ فىّ.

و كذلك المبسوط: قد يكون فيه بسط يسع الخلق، فلا يستوحش من أكثر الأشياء، و يكون مبسوطا[2] لا يؤثر فيه شئ بحال من الأحوال.

سمعت الأستاذ أبا على الدقاق، رحمه اللّه، يقول:

دخل بعضهم على أبى بكر القحطى؛ و كان له ابن يتعاطى ما يتعاطاه الشباب، و كان ممر هذا الداخل على هذا الابن؛ فاذا هو مع أقرانه فى اشتغاله ببطالته.

فرقّ قلبه، و تألم للقحطى، و قال:

مسكين هذا الشيخ، كيف ابتلى بمقاساة هذا الإبن؟

فلما دخل على القحطى، وجده كأنه لا خبر له مما يجرى‌[3] عليه من الملاهى، فتعجب منه، و قال فديت، من لا تؤثر فيه الجبال الرواسى.

فقال القحطى:

إنا قد حررنا عن رق الأشياء فى الأزل.

و من أدنى موجبات القبض: أن يرد على قلبه وارد موجبه إشارة إلى عتاب و رمز[4] باستحقاق تأديب، فيحصل فى القلب لا محالة، قبض.

و قد يكون موجب بعض الواردات إشارة إلى تقريب. أو إقبال بنوع لطف و ترحيب، فيحصل للقلب بسط.

و فى الجملة: قبض كل أحد حسب بسطه، و بسطه على حسب قبضه.


[1] - مردوم.

[2] - منشرح الصدر.

[3] - و فى نسخة عما يجرى من أبنه ...»

[4] - و فى نسخة أخرى« أو رمز».

اسم الکتاب : الرسالة القشيرية المؤلف : القشيري، عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 127
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست