responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الانسان الكامل من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى المؤلف : غراب، محمود محمود    الجزء : 1  صفحة : 14

بها عالمون، فنحن نبهناك على الانفراد الإلهي بالعبد، و ذلك العبد عين اللّه في كل زمان، و لا ينظر الحق في زمانه إلا إليه، و هو الحجاب الأعلى و الستر الأزهى و القوام الأبهى. (ف ح 2/ 555).

مبايعة القطب:

اعلم أيدك اللّه تعالى أن المبايعة العامة لا تكون إلا لواحد الزمان خاصة، و أن واحد الزمان هو الذي يظهر بالصورة الإلهية في الأكوان، هذا علامته في نفسه ليعلم أنه هو، ثم له الخيار في إمضاء ذلك الحكم أو عدم إمضائه، و الظهور به عند الغير فذلك له، فمنهم الظاهر و منهم من لا يظهر، و يبقى عبدا إلا إن أمره الحق بالظهور، فيظهر على قدر ما وقع به الأمر الإلهي، لا يزيد على ذلك شيئا، هذا هو المقام العالي الذي يعتمد عليه في هذا الطريق، لأن العبد ما خلق بالأصالة إلا ليكون للّه، فيكون عبدا دائما، ما خلق أن يكون ربا، فإذا خلع اللّه عليه خلعة السيادة و أمره بالبروز فيها، برز عبدا في نفسه سيدا عند الناظر إليه، فتلك زينة ربه و خلعته عليه، فإن خلع القطبية و الإمامة، من الشخص الذي فقد عينه إلى الشخص الذي قام في ذلك المقام، من اللّه تعالى، إذ كان اللّه هو الذي أقامه، لا الإمام الذي درج. (ف ح 3/ 136- ح 2/ 594).

إيضاح و بيان لمنصب البيعة و صورتها:

اعلم أن اللّه سبحانه إذا ولى من ولاه النظر في العالم، المعبر عنه بالقطب و واحد الزمان و الغوث و الخليفة، نصب له في حضرة المثال سريرا أقعده عليه، ينبي‌ء صورة ذلك المكان عن صورة المكانة، كما أنبأ صورة الاستواء على العرش عن صورة إحاطته علما بكل شي‌ء، هكذا جرت السنة الإلهية في القطب، إذا ولي المقام أن يقوم في مجلس من مجالس القربة و التمكين، و ينصب له فيه تخت عظيم، لو نظر إلى بهائه الخلق لطاشت عقولهم، فإذا نصب له ذلك السرير فيقعد عليه، و يقف بين يديه الإمامان اللذان قد جعلهما اللّه له، خلع اللّه عليه جميع الأسماء التي يطلبها العالم و تطلبه، فيظهر بها حللا و زينة، متوجا مسورا مدملجا، لنعمه الزينة علوا و سفلا و وسطا و ظاهرا و باطنا، فإذا قعد عليه بالصورة الإلهية، و أمر اللّه العالم ببيعته على السمع و الطاعة في المنشط و المكره، فيدخل في بيعته كل مأمور أعلى و أدنى إلا العالين، و هم المهيمون العابدون بالذات لا بالأمر، فيمد يده‌

اسم الکتاب : الانسان الكامل من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى المؤلف : غراب، محمود محمود    الجزء : 1  صفحة : 14
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست