responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الانسان الكامل من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى المؤلف : غراب، محمود محمود    الجزء : 1  صفحة : 11

بن هارون الرشيد السبتي، و كأبي يزيد البسطامي، و أكثر الأقطاب لا حكم لهم في الظاهر. (ف ح 2/ 6، 131، 6).

المرأة تشترك مع الرجل في جميع المراتب حتى في القطبية:

خلق اللّه الإنسان مختصرا شريفا، جمع فيه معاني العالم الكبير، و جعله نسخة جامعة لما في العالم الكبير و لما في الحضرة الإلهية من الأسماء، و قال فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: إن اللّه خلق آدم على صورته؛ و لكون الإنسان الكامل على الصورة الكاملة، صحت له الخلافة و النيابة عن اللّه تعالى في العالم، فبالإنسانية و الخلافة صحت له الصورة على الكمال، و ما كل إنسان خليفة، فإن الإنسان الحيوان ليس بخليفة عندنا، و ليس المخصوص بها أيضا الذكورية فقط، فكلامنا في صورة الكامل من الرجال و النساء، فإن الإنسانية تجمع الذكر و الأنثى، و الذكورية و الأنوثية إنما هما عرضان، ليستا من حقائق الإنسانية لمشاركة الحيوان كلها في ذلك، و قد شهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بالكمال للنساء، كما شهد به للرجال: فقال صلى اللّه عليه و سلم: «كمل من الرجال كثيرون و كملت من النساء مريم بنت عمران و آسية امرأة فرعون»، و سئل بعض الأولياء عن الأبدال: «كم يكونون؟ فقال: أربعون نفسا، فقال له السائل: لم لا تقول أربعون رجلا؟ فقال: قد يكون فيهم النساء»، ففضل الرجل بالأكملية لا بالكمالية فإن كملا بالنبوة فقد فضل الرجل بالرسالة و البعثة، و لم يكن للمرأة درجة البعثة و الرسالة، مع أن المقام الواحد المشترك يقع التفاضل في أصحابه بينهم فيه، فالنساء و الرجال يشتركون في جميع المراتب حتى في القطبية، و لا يحجبك قول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة»، فنحن نتكلم في تولية اللّه لا في تولية الناس، و الحديث جاء فيمن ولاه الناس، و لو لم يرد إلا قول النبي صلى اللّه عليه و سلم في هذه المسألة: «إن النساء شقائق الرجال» لكان فيه غنية، أي كل ما يصح أن يناله الرجل من المقامات و المراتب و الصفات، يمكن أن يكون لمن شاء اللّه من النساء، كما كان لمن شاء اللّه من الرجال. (عقلة المستوفز- ف ح 3/ 88، 89).

الاسم الذي ينادى به القطب:

ما من شخص إلا و له نسبة إلى اسم إلهي، منه يتلقى ما يكون عليه من أسباب الخير، و هم بحسب ما تعطيه حقيقة ذلك الاسم الإلهي من الشمول و الإحاطة، فعلى تلك‌

اسم الکتاب : الانسان الكامل من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى المؤلف : غراب، محمود محمود    الجزء : 1  صفحة : 11
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست