و حقارة الدنيا، و فضل المساكين و الفقراء، و الاستعداد للموت، و
الصّبر على البلاء، و غير ذلك ممّا يناسب النّاسك، و جملتها ثلاثة و سبعون حديثا:
الحديث الأول: روينا في «كتاب الترمذي» عن معاذ رضي اللّه عنه قال:
قلت:
يا رسول اللّه، أخبرني بعمل يدخلني الجنّة، و يباعدني من النار. قال:
«لقد سألتني عن عظيم، و إنّه ليسير على من يسّره اللّه عليه؛ تعبد اللّه و لا تشرك
به شيئا، و تقيم الصّلاة، و تؤتي الزّكاة، و تصوم رمضان؛ و تحجّ البيت» ثم قال: «أ
لا أدلّك على أبواب الخير؟ الصّوم جنّة، و الصّدقة تطفىء الخطيئة كما يطفئ الماء
النّار، و صلاة الرّجل في جوف الليل ثم تلا:
تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ
خَوْفاً وَ طَمَعاً وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (16) فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ
ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ [السجدة: 16- 17]، ثم قال: «أ لا أخبرك برأس الأمر كلّه و عموده و
ذروة سنامه؟» [قلت: بلى يا رسول اللّه. قال:] «رأس الأمر الإسلام، و عموده الصّلاة،
و ذروة سنامه الجهاد» ثم قال: «أ لا أخبرك بملاك ذلك كلّه؟» قلت: بلى يا رسول
اللّه. فأخذ بلسانه، و قال: «كفّ عليك هذا» فقلت: يا نبيّ اللّه، و إنّا لمؤاخذون
بما نتكلّم به؟ فقال: «ثكلتك أمّك [يا معاذ] و هل يكبّ الناس في النّار على
وجوههم- أو على مناخرهم- إلا حصائد ألسنتهم»[1].
قال الترمذي: حديث حسن صحيح.