اسم الکتاب : الاقتباس من القرآن الکریم المؤلف : الثعالبي، أبو منصور الجزء : 1 صفحة : 347
دخل عبد الملك بن صالح [1] على
الرشيد ، وكان الرشيد واجدا [2] عليه ، متغيرا له ، فسلّم عبد الملك ،
وجلس ، وأقبل الرشيد يعاتبه ، ويقرعه. فأقبل عليه عبد الملك كأنه صقر ، وقال :
يا أمير المؤمنين ، اتق الله فيما ولاك ، ورعيته فيما
استرعاك ، ولا تضع الكفر مكان الشكر ، ولا العقاب موضع الثواب ، فقد والله محضتك [3]
النصيحة ، وشددت أواخي [4] ملكك بأثقل من يلملم [5] ،
فالله (الله) في ذي رحمك أن تقطعه برجم [6] أفصح الكتاب
بآية (أنه) [7] إثم.
فرضي عنه الرشيد ، ورجع له.
فصل
في
أنواع من الخلال (8) المذمومة
قيل لبعضهم : قال يحيى بن خالد : الشرف [8] في
السرف ، فقال قول الله أحق أن يتبع : (وَأَنَّ
الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحابُ النَّارِ)[9].
[1] عبد الملك بن صالح بن علي العباسي
أمير من بني العباس ، ولاه الهادي ثم عزله الرشيد ، ثم ولاه الرشيد ، وبلغه أنه
يطلب الخلافة ، فحبسه ثم أطلقه الأمين وولاه توفي نحو 196 ه. انظر : فوات الوفيات
2 / 12 ، مروج الذهب 3 / 344 ، النجوم الزاهرة 2 / 90 ، 151 ، تاريخ ابن الأثير 6
/ 180 فما بعدها.
[3] في الأصل : (مخصتك النصيحة) وفي
الكامل لابن الأثير : فقد نخلت لك النصيحة ، ومحضت لك الطاعة. وقوله هذا في مروج
الذهب 3 / 344 وروايته تختلف عن رواية الثعالبي وابن الأثير.
[4] في الكامل : وشددت أواخي ملكك بأثقل
من ركني يلملم ، وتركت عدوك منشغلا.
[5] يلملم : موضع على ليلتين من مكة ،
وقيل هو جبل من الطائف على مسيرة ليلتين أو ثلاث. انظر : معجم البلدان 4 / 1036.
[6] في الأصل : (يرحم) وفي الكامل لابن
الأثير : فالله في ذي رحمك أن تقطعه بعد أن وصلته بظن أفصح الكتاب. وللنص تتمة.
[7] ما بين القوسين زيادة ليست في الأصل
في مروج الذهب 3 / 344 : وإن الرشيد قال للأصمعي بعد أن سمع كلامه : والله والله
يا أصمعي لقد نظرت إلى موضع السيف في عنقه مرارا ، يمنعني في ذلك إبقائي على قومي
في مثله. وفي الكامل لابن الأثير ، والله لو لا بقائي على بني هاشم لضربت عنقك ،
ثم أعاده إلى مجلسه.