لما نزلت هذه الآية : (الَّذِينَ
آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ
مُهْتَدُونَ)[4] شق ذلك
على أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم.
وقالوا : يا رسول الله أيّنا لم يظلم نفسه؟ فقال عليهالسلام : ((الظلم
ها هنا الشرك ، أما سمعتم قوله تعالى حكاية عن لقمان : (يا
بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)[5])).
جمع ابن عباس وكعب الأحبار [6] مجلس
جرى فيه ذكر الظلم والظلمة.
فقال كعب : إني واجد في التوراة : أن من يظلم يخرب
بيته [7].
فقال ابن عباس : أنا أوجدك هذا في القرآن.
فقال : هات يا بن [8] عم رسول الله صلىاللهعليهوسلم. فقرأ
: (فَتِلْكَ
بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا)[9].
[5] لقمان : 13 والحديث أخرجه البخاري
وأورده ابن كثير في تفسيره 3 / 444.
[6] كعب الأحبار هو كعب بن ماتع بن ذي
هجن الحميري تابعي كان في الجاهلية من كبار علماء اليهود في اليمن ، أسلم زمن أبي
بكر ، وقدم المدينة زمن عمر ، فأخذ عنه الصحابة أخبار الأمم الغابرة. انظر حلية
الأولياء 5 / 364.