اسم الکتاب : الاقتباس من القرآن الکریم المؤلف : الثعالبي، أبو منصور الجزء : 1 صفحة : 270
فصل
في
النهي عن كتمان العلم
قال الله تعالى : (فَلَوْ
لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ
وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ)[1].
فصل
في
ذكر الفقه والفقهاء
قال أبو زيد البلخي :
الفقه من أجلّ صناعات الدين ، وذلك بسبب ما يلزم أهله
من التفقه في فروع [2]. الدين ، إذ كان الله قد أكمل أصوله في
كتابه ، وعلى لسان رسوله كما قال الله تعالى : (الْيَوْمَ
أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي)[3] وقد علم
أن هذا الكمال إنما اشترط للدين من جهة أصوله لوقوعها جميعا في ضمن كتاب الله ،
وسنن رسوله المشهورة. فأما إكماله من جهة فروعه فأمر لم يكن يتصور في العقول مكانه
بسبب النوازل الجارية [4] ، والحوادث الزمانية ، إذ كانت تخرج إلى
ما لا نهاية له. فاضطر السلف الأول من أهل الدين لهذا المعنى إلى تفريع الأصول
والتفقه كما قال فيها ، ليريحوا علل العوام فيما تلزمهم الحاجة