اسم الکتاب : الاقتباس من القرآن الکریم المؤلف : الثعالبي، أبو منصور الجزء : 1 صفحة : 268
ولما أراد المنصور أن يضم بعض العلماء إلى المهدي ،
وصف له سليمان بن الحسن الواسطي فاستدعاه ، وقرّبه. ثم قال له : أعالم [1] أنت؟
فسكت ، ولم يجبه. فقال : ما لك لا تتكلم؟ فقال : يا أمير المؤمنين ، إن قلت أنا
عالم ، كنت قد زكّيت نفسي. وقد نهى الله عن ذلك فقال : (فَلا
تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ)[2]. وإن
قلت لست بعالم ، وقد قرآت القرآن. كنت حقرت ما عظم الله. فأعجب به ، وضمّه إلى
المهدي.
فصل
في
التعليم
عير [3] أبو زيد البلخي
[4] بأنه
معلم ، فكتب رسالة حسنة في فضل التعليم يقول فيها :
وليس يستغني أحد عن التعليم والتعلم ؛ لأن الحاجة
تضطره [5] إليها
في جميع الديانات ، والصناعات ، والآداب ، والأنساب ، والمذاهب ، والمكاسب ، فما
يستغني كاتب ولا حاسب ، ولا صانع ، ولا أحد من كل مكسب ومذهب من أن يتعلم صناعته
ممن هو أعلم منه ، ويعلمها لمن هو أجهل [6] منه. وقوام
الخلق بالعلم والتعليم. والمعلم أفضل من المتعلم ، لأن صفة العلم دالة على التمام
والإفادة. والمتعلم صفة دالة على النقصان والاستفادة. وحسبك جهلا من رجل يعمد إلى
فعل قد وصف به الخالق نفسه ، ثم رسوله عليهالسلام ،
[4] أبو زيد البلخي هو أحمد بن سهل. ولد
في بلخ نحو 235 وتوفي نحو سنة 322 ه عرضت عليه الوزارة فرفضها. كان معلما للصبيان
، ثم رفعه العلم إلى رتبة علية فكان يجمع بين العلوم القديمة والحديثة ، ويسلك في
مؤلفاته طريق الفلاسفة.