فلما عرضت على المستعين قال : لا برّأني الله [3] ، وأنا
أجعل العهد إلى من لعل الناس يحتاجون إليه في الوقت ، فلا يطيق القيام بأمورهم ،
ولكن إن عشنا وكبر قليلا فعلت ذلك إن شاء الله.
كتب قيصر إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
أما بعد فإنّ رسلي أخبروني أنّ عندكم شجرا تحمل مثل
أذواب [4] الخمر
، ثم ينفلق عن مثل اللؤلؤ الأبيض ، ثم يصير كالزمرد الأخضر ثم يصير كالياقوت
الأحمر ، ثم ينضج كالعسل فيكون عصمة للمقيم ، وزادا للمسافر ، فلئن صدقوا : إن هذه
من شجر [5] الجنة.
فكتب إليه عمر :
أما بعد فإن رسلك صدقوك. هي شجرة عندنا يقال لها
النخلة ، وهي التي أنبتها الله ، ولا تتخذ عيسى إلها من دون الله ، فإن الله مثّل
عيسى كمثل آدم : خلقه من تراب ، ثم قال له : كن فيكون.
[6] ابن خالويه : هو الحسين بن أحمد بن
خالويه ، يكنى أبا عبد الله ، لغوي نحوي مشهور ، كانت له مع المتنبي مجالس ومباحث.
عهد إليه سيف الدولة بتربية أولاده توفي نحو 370 ه ، نزهة الأباء : 214 ، لسان
الميزان 2 / 267 ، غاية النهاية 1 / 237.
[7] البيتان في ثمار القلوب 470 قبله في
أحسن ما سمعت : 31 : توكل على الرحمن في طلب العلا.
توكل على الرحمن في طلب العلا
ودع عنك قول الناس في تركك الطلب
وفي البيت إشارة إلى قوله تعالى : (وَهُزِّي
إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا) مريم : 25.
اسم الکتاب : الاقتباس من القرآن الکریم المؤلف : الثعالبي، أبو منصور الجزء : 1 صفحة : 256