responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاقتباس من القرآن الکریم المؤلف : الثعالبي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 256

فولّ ابنك العباس عهدك إنه

له موضع واكتب إلى الناس بالعهد

فإن خلّفته [1] السّن فالعقل بالغ

به رتبة الشيخ الموفق للرشد

فقد [2] كان يحيى أوتي الحكم مثله

صبيا وعيسى كلّم الناس في المهد

فلما عرضت على المستعين قال : لا برّأني الله [3] ، وأنا أجعل العهد إلى من لعل الناس يحتاجون إليه في الوقت ، فلا يطيق القيام بأمورهم ، ولكن إن عشنا وكبر قليلا فعلت ذلك إن شاء الله.

كتب قيصر إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه :

أما بعد فإنّ رسلي أخبروني أنّ عندكم شجرا تحمل مثل أذواب [4] الخمر ، ثم ينفلق عن مثل اللؤلؤ الأبيض ، ثم يصير كالزمرد الأخضر ثم يصير كالياقوت الأحمر ، ثم ينضج كالعسل فيكون عصمة للمقيم ، وزادا للمسافر ، فلئن صدقوا : إن هذه من شجر [5] الجنة.

فكتب إليه عمر :

أما بعد فإن رسلك صدقوك. هي شجرة عندنا يقال لها النخلة ، وهي التي أنبتها الله ، ولا تتخذ عيسى إلها من دون الله ، فإن الله مثّل عيسى كمثل آدم : خلقه من تراب ، ثم قال له : كن فيكون.

أنشد ابن خالويه [6] :

ألم تر أن الله قال لمريم

وهزّي إليك النخل يسّاقط الرّطب [7]

~/div

[1] في الأصل : (فقته).

[2] في مروج الذهب : (لقد).

[3] في الأصل : (تراني).

[4] في الأصل : (أذاب) والأذواب والأذوابة ما في أبيات النحل من العسل ، انظر : الصحاح ، لسان العرب مادة (ذوب).

[5] في الأصل : (شحرة).

[6] ابن خالويه : هو الحسين بن أحمد بن خالويه ، يكنى أبا عبد الله ، لغوي نحوي مشهور ، كانت له مع المتنبي مجالس ومباحث. عهد إليه سيف الدولة بتربية أولاده توفي نحو 370 ه‌ ، نزهة الأباء : 214 ، لسان الميزان 2 / 267 ، غاية النهاية 1 / 237.

[7] البيتان في ثمار القلوب 470 قبله في أحسن ما سمعت : 31 : توكل على الرحمن في طلب العلا.

توكل على الرحمن في طلب العلا

ودع عنك قول الناس في تركك الطلب

وفي البيت إشارة إلى قوله تعالى : (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا) مريم : 25.

اسم الکتاب : الاقتباس من القرآن الکریم المؤلف : الثعالبي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 256
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست