دخل أبو العيناء [3] على صاعد بن
مخلد [4] بعد
انقطاع كان منه. فقال له : يا أبا العيناء : ما الذي أخرك عنا؟ فقال : أيّد الله
الوزير [5] ، ابنتي. قال : كيف؟ قال : قالت لي : قد كنت تغدو [6] من
عندنا فتأتي بالخلعة السخية [7] ، والصلة السنية ، ثم أنت [8] الآن
تغدو مسدفا [9] وترجع مغتما صفر اليدين ، بخفي حنين [10] فإلى [11] من؟
قلت : إلى (ذي الوزارتين) [12] إلى ذي العلا [13]. قالت
: أفيشغلك [14]؟ فقلت : لا. قالت : أفيعطيك؟ قلت :
[3] هو عبد الله محمد بن القاسم بن خلاد
الأهوازي من تلامذة أبي عبيدة والأصمعي وأبي زيد الأنصاري كان من الظرفاء الأذكياء
، وكان اديبا شاعرا توفي نحو 283 ه. انظر : وفيات الأعيان 1 / 504 ، نكت الهميان
: 265 ، ميزان الاعتدال 3 / 123 ، تاريخ بغداد 3 / 107 انظر أخباره في كتابنا (أبو
العيناء الأديب البصري الظريف)
[4] صاعد بن مخلد : وزير من أهل بغداد
كان نصرانيا وأسلم وكان كثير التعبد والصدقة استكتبه الموفق ولقب بذي الوزارتين. توفي
نحو 276 ه. انظر : ابن الجوزي ، المنتظم 5 / 101.
[9] مسدفا من السدف وهو من الأضداد بمعنى
الضوء والظلمة : أي تذهب مستبشرا متأملا الحصول على الجائزة.
[10] خفا حنين. مثل يضرب للخيبة وأصله إن
حنينا كان إسكافيا فساومه أعرابي بخفين فاختلفا ، فأراد غيظه فألقى أحد الخفين في
طريقه ثم استقام على الطريق فألقى له الآخر ، وكمن له. فلما رأى الأعرابي الخف
الأول قال : ما أشبه هذا بخف حنين ولو كان معه الآخر لأخذته. ومضى حتى انتهى إلى
الآخر فأناخ راحلته ورجع ليأخذ الثاني فركب حنين راحلته ومضى بها ورجع هو إلى أهله
خائبا. المستقصى 1 / 106 ، ثمار القلوب : 385. وفي الأصل : (بخفي حسن).