فقال ابن عمر : والله لو كانوا معزي لابنك لكنت في
ذبحها من المسرفين ، (وَلَتَعْلَمُنَّ
نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ)[5].
ولما ألح الوليد بن عتبة [6] على
عبد الله بن الزبير في أمر البيعة ليزيد قال له : أمهلني هذه الليلة لأبايع صبح غد
[7]. فقال
الوليد : مثلي ومثلك كما قال الله تعالى : (إِنَّ
مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ)[8]. فلما
جنّ [9] الليل
، هرب عبد الله إلى مكة.
وكان [10] أهل مكة قد
بايعوا عليا. ثم أخذ منهم بسر بن أرطأة [11] البيعة لمعاوية
، فأنفذ إليهم علي من الكوفة حارثة بن قدامة [12] فلما دخل مكة
واستقبله الناس ، وبخهم
[6] الوليد بن عتبة بن أبي سفيان بن حرب
الأموي أمير من رجالات بني أمية ولي المدينة سنة 57 ه أيام معاوية وعزله يزيد سنة
60 توفي نحو 64 ه. انظر نسب قريش : 133 ، 433.
[11] وفي الأصل : (بشر أرطأة) والصواب ما
هو مثبت. واسمه عمر بن عويمر بن عمران القرشي. روى عن النبي صلىاللهعليهوسلم
وروى عنه جماعة. سكن دمشق وشهد صفين مع معاوية. توفي أيام الوليد بن عبد الملك سنة
86 ه. انظر تهذيب التهذيب 1 / 436.
[12] حارثة بن قدامة السعدي من أصحاب
الإمام علي بعثه في طلب بسر بن أرطأة حين قتل بسر عبد الله وقثم ابني عبيد الله بن
عباس ، فخرج حارثة مسرعا. وبعد مقتل علي دعا أهل المدينة إلى البيعة للحسن
فبايعوا. انظر : الأغاني : 16 / 271.
اسم الکتاب : الاقتباس من القرآن الکریم المؤلف : الثعالبي، أبو منصور الجزء : 1 صفحة : 205