الشكل أفهم عن شكله [4] ،
وأسكن إليه ، وأحبّ إليه [5] ، وذلك موجود في البهائم ، وضروب السباع
، وأنواع الطير ، والصبيّ عن الصبيّ أفهم ، وإليه أسرع وبه آنس ، وكذلك العالم والعالم
والجاهل والجاهل. قال الله تعالى لنبيه : (وَلَوْ
جَعَلْناهُ مَلَكاً لَجَعَلْناهُ رَجُلاً)[6]
والإنسان عن الإنسان أفهم وطباعه إلى طباعه أقرب ، وعلى قدر ذلك يكون موقع ما يسمع
منه.
فصل
في ذكر الحكمة من كونه أميا (7)
لا
يكتب ولا يحسب ولا يقول الشعر
قال الله تعالى لنبيه عليهالسلام : (وَما
كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً
لَارْتابَ الْمُبْطِلُونَ)[7].
[1] إشارة إلى قوله تعالى : (بَلْ
قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ بَلِ افْتَراهُ بَلْ هُوَ شاعِرٌ)
الأنبياء : 5 ، وقوله تعالى : (وَيَقُولُونَ
أَإِنَّا لَتارِكُوا آلِهَتِنا لِشاعِرٍ مَجْنُونٍ)
الصافات : 36.
[2] إشارة إلى قوله تعالى : (وَما
هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلاً ما تُؤْمِنُونَ (41) وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلاً
ما تَذَكَّرُونَ)
الحاقة : 41 ، 42.
[3] إشارة إلى قوله تعالى : (وَلَقَدْ
نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ)
النحل : 103.