قال : دخل [3] أبو الجماز على
قتيبة بن مسلم [4] ، وبين يديه رجل يضرب بالعصا. فقال له :
أيها الأمير ، قد جعل الله لكل شيء قدرا [5] ،
ووقّت له وقتا [6] فالعصا للأنعام والهوام ، والبهائم
العظام. والسوط للحدود ، والتعزيز [7]. والدرة [8]
للتأديب ، والسيف لقتال العدو والقود [9]. فقال قتيبة :
صدقت. وأمر برفع الضرب عن المضروب ، وتخلية [10] سبيله.
[4] قتيبة بن مسلم الباهلي : كان أبوه
كبير القدر عند يزيد بن معاوية ، وكانت له أخبار كثيرة فيما وراء النهر وتولى
خراسان مدة 13 سنة وقتل بفرغانة. انظر معجم الشعراء : 212 ، الأعلام 28 : 6.
[5] إشارة إلى قوله تعالى : (وَمَنْ
يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ
اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً)
الطلاق : 3.
[6] إشارة إلى آيات كثيرة من القرآن الكريم
انظر مثلا العنكبوت : 29.
[7] التعزير : التأديب ومنه سمي الضرب
دون الحد تعزيرا. الصحاح (عزر).