responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاقتباس من القرآن الکریم المؤلف : الثعالبي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 104

قال : بالمرصاد [1] يا أمير المؤمنين.

(ويقال) [2] إن عثمان لم يفحمه أحد غير عامر هذا.

قال بعض العلماء : من شأن الله كل يوم أن يجيب داعيا ، ويعطي سائلا ، ويغني فقيرا ، ويشفي سقيما ، ويهلك جبارا عنيدا [3] ، وذلك قوله تعالى : (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ)[4].

وأتي الحجاج برجل من الخوارج ، وأمر بضرب عنقه. فقال له :

إن رأيت أن تؤخرني إلى غد فافعل.

فقال : ولم؟

فأنشأ يقول :

عسى فرج يأتي به الله إنه

له كل يوم في خليقته أمر

فقال الحجاج : انتزعته من قول الله تعالى : (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ)[5]. وأمر بتخلية سبيله.


[1] من قوله تعالى : (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ) الفجر : 14.

[2] ما بين القوسين زيادة من هامش المخطوط. وفي تاريخ الطبري 5 / 94 : نقل هذا الخبر في سياق حديث عن اجتماع الناس على عثمان ، وأنهم قرروا أن يرسلوا رجلا منهم يكلمه ، فأرسلوا عامر بن عبد القيس ، فأتاه فدخل عليه ، فقال له : إن ناسا من المسلمين اجتمعوا ، فنظروا في أعمالك ، فوجدوك قد ركبت أمورا عظاما فاتق الله عزوجل ، وتب إليه ، وانزع عنها. قال عثمان : انظر إلى هذا ، فإن الناس يزعمون أنه قارئ ، ثم هو يجيئني ، فيكلمني في المحقرات. فو الله ما يدري أين الله. قال عامر :

بلا والله لأدري ، إن الله بالمرصاد لك ..

[3] أورد الطبري آراء العلماء في تفسير الآية المذكورة أعلاه ، ومعظمها تجمع على أنه سبحانه وتعالى كل يوم يجيب داعيا.

ويكشف كربا ، ويجيب مضطرا ، ويغفر ذنبا ، وكل يوم هو في شأن خلقه ، فيفرج كرب ، ذي كرب ويرفع قوما ويخفض آخرين ، وغير ذلك. انظر : جامع البيان 27 / 134.

[4] الرحمن : 29.

[5] نفسها.

اسم الکتاب : الاقتباس من القرآن الکریم المؤلف : الثعالبي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 104
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست