قال بعض العلماء : من شأن الله كل يوم أن يجيب داعيا
، ويعطي سائلا ، ويغني فقيرا ، ويشفي سقيما ، ويهلك جبارا عنيدا [3] ، وذلك
قوله تعالى : (كُلَّ
يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ)[4].
وأتي الحجاج برجل من الخوارج ، وأمر بضرب عنقه. فقال
له :
إن رأيت أن تؤخرني إلى غد فافعل.
فقال : ولم؟
فأنشأ يقول :
عسى فرج يأتي به الله إنه
له كل يوم في خليقته أمر
فقال الحجاج : انتزعته من قول الله تعالى : (كُلَّ
يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ)[5]. وأمر
بتخلية سبيله.
[1] من قوله تعالى : (إِنَّ
رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ)
الفجر : 14.
[2] ما بين القوسين زيادة من هامش
المخطوط. وفي تاريخ الطبري 5 / 94 : نقل هذا الخبر في سياق حديث عن اجتماع الناس
على عثمان ، وأنهم قرروا أن يرسلوا رجلا منهم يكلمه ، فأرسلوا عامر بن عبد القيس ،
فأتاه فدخل عليه ، فقال له : إن ناسا من المسلمين اجتمعوا ، فنظروا في أعمالك ،
فوجدوك قد ركبت أمورا عظاما فاتق الله عزوجل ،
وتب إليه ، وانزع عنها. قال عثمان : انظر إلى هذا ، فإن الناس يزعمون أنه قارئ ،
ثم هو يجيئني ، فيكلمني في المحقرات. فو الله ما يدري أين الله. قال عامر :
بلا والله لأدري ، إن الله بالمرصاد لك ..
[3] أورد الطبري آراء العلماء في تفسير
الآية المذكورة أعلاه ، ومعظمها تجمع على أنه سبحانه وتعالى كل يوم يجيب داعيا.
ويكشف كربا ، ويجيب مضطرا ، ويغفر ذنبا ، وكل يوم هو في
شأن خلقه ، فيفرج كرب ، ذي كرب ويرفع قوما ويخفض آخرين ، وغير ذلك. انظر : جامع
البيان 27 / 134.