وقال : وسمّوه العالم الصغير ، لأنه يصور كل شيء بيده
، ويحكي صوته بفمه ، ولأن أعضاءه [5] مقسومة على
البروج الإثني عشر ، والنجوم السبعة وفيه الصفراء ؛ وهي من نتاج النار ، والسوداء
؛ وهي من نتاج الأرض ، وفيه الدم وهو من نتاج الهواء. وفيه البلغم ؛ وهو من نتاج
الماء (فَتَبارَكَ
اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ)
في قول الله (يَزِيدُ
فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ)[6] يعني :
الوجه الحسن [7].
اقتبس أبو فراس الحمداني اللفظ والمعنى فقال في الغزل
[8].
[2] الصفرد : طائر تسميه العامة أبا
المليح. وفي المثل أجبن من صفرد. انظر لسان العرب (صفر).
[3] في الأصل : (وصغد) وهو خطأ في النسخ.
والسرفة دويبة سوداء الرأس ، وسائرها أحمر تتخذ لنفسها بيتا مربعا من دقائق
العيدان تضم بعضها إلى بعض بلعابها. لسان العرب (سرف).
[5] حدث تقديم وتأخير في هذا النص الذي
نقله الثعالبي من الجاحظ.
[6] من قوله تعالى في سورة فاطر : 1 (الْحَمْدُ
لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي
أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ).
[7] في تفسير الطبري 22 / 114 : أن
الزيادة في خلق أجنحة الملائكة وتفاوتها ، وورد هذا الشرح في تفسير الرازي 26 / 2.
ومن المفسرين من خصصه. وقال المراد به : الوجه الحسن ، ومنهم من قال : الصوت الحسن
، ومنهم من قال : كل وصف محمود.