المراد
بقولهم عليهم السّلام: «إنّ القوم غيّروه و بدّلوه و نقصوا منه» التغيير في تفسيره
و تأويله بأن فسّروه بخلاف ما هو عليه في نفس الأمر ... و أنّ المراد من الكتاب
الذي نزل به جبرئيل و هو عند أهل البيت أو عند القائم من آل محمّد صلّى اللّه عليه
و اله أنّ التفسير و التأويل الحقّ هو الّذي عندهم عليهم السّلام.
ثمّ
وجّه سؤالا: لماذا لم يطرح الأصحاب تلك الأخبار المخالفة للكتاب؟
و
أجاب بأنّها ممّا صحّ طريقها عندهم و من ثمّ أودعوها في كتبهم مع عدم العمل
بظواهرها، و إمكان تأويلها ...[1]
17-
و قال الإمام السيد شرف الدين العاملي (ت 1381)
-
ردّا على من حاول إلصاق تهمة القول بالتحريف إلى جماعة الشيعة، ظلما و زورا و
تفريقا بين المسلمين و إرصادا لمن حارب اللّه و رسوله- قال: و كلّ من نسب إليهم
تحريف القرآن فإنّه مفتر عليهم ظالم لهم، لأنّ قداسة القرآن الحكيم من ضروريات
دينهم الإسلامي و مذهبهم الإمامي، و من شكّ فيها من المسلمين فهو مرتدّ بإجماع
الإمامية. و ظواهر القرآن- فضلا عن نصوصه- من أبلغ حجج اللّه تعالى، و أقوى أدلّة
أهل الحقّ بحكم البداهة الأوّلية من مذهب الإمامية. و لذلك تراهم يضربون بظواهر
الأحاديث المخالفة للقرآن عرض الجدار، و لا يأبهون بها و إن كانت صحيحة. و تلك
كتبهم في الحديث و الفقه و الاصول صريحة بما نقول. و القرآن الحكيم الذي لا يأتيه
الباطل من بين يديه و لا من خلفه إنّما هو ما بين الدفّتين و هو ما في أيدي
النّاس، لا يزيد حرفا و لا ينقص حرفا و لا تبديل فيه لكلمة بكلمة و لا لحرف بحرف،
و كلّ حرف من حروفه متواتر في كلّ جيل تواترا قطعيّا إلى عهد الوحي و النبوّة ...[2]
و
قال في أجوبته لمسائل جار اللّه: نعوذ باللّه من هذا القول، و نبرأ إلى اللّه
تعالى من هذا الجهل و كلّ من نسب هذا الرأي إلينا جاهل بمذهبنا أو مفتر علينا،
فإنّ القرآن العظيم